العلاقات الموريتانية الجزائرية علاقات أخوية تاريخية ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ، إنها رسالة الجذور وثقافة الجسور، في فضاء جغرافي وثقافي واحد شعاره الجار قبل الدار ، لأن ما يربط بين بلد المليون ونصف شهيد وبلد المليون شاعر ، أقوى من كل الغيوم العابرة في الأوقات العابرة هنا وهناك
غمرتني فرحة عارمة هذا الأسبوع بعد ان علمت بخبر تعيين أخي وصديقي العزيز الشاعر والإعلامي عز الدين ميهوبي وزيرا للثقافة في الجزائر الشقيقة ، في التعديل الوزاري الأخير الذي أجراه فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ،على حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال يوم الأربعاء الماضي 13 مايو الجاري وكنت سعيدا بالإتصال به على هاتفه الجوال لتهنئته بهذا الحدث السار
علاقتي بالشاعر ميهوبي تعود الى عشرين عاما خلت في الجزائر، و في مختلف العواصم والمدن العربية والعالمية ،على منابر الشعر والثقافة والإعلام ودبلوماسية الفنون، عرفت هذا الفارس الجزائري الأصيل على مدى عقدين من الزمن عن قرب ، عايشت جموحه نحو الشواطئ البعيدة ، وطموحه إلى كل المدارات الجديدة لصهوة الحرف وخيلاء الكلمة ، سفيرا لوطن عظيم إسمه الجزائر في كل المحافل الثقافية من قرطبة إلى شيراز ، من بيروت إلى برلين من نواكشوط الى باريس ، وعندما كنت منسقا لبعض ملتقيات ومهرجانات الشعر العربي سواء في المشرق أو المغرب ، كان الشاعر عز الدين ميهوبي هو الصوت الأول الرائع المجلجل فيها من وراء جبال الأوراس وكل ألوان الطيف الجميل في مدائن تلمسان وباتنة ووهران والقسنطينة عاصمة الثقافة العربية لهذا العام
زرته في الجزائر مع وفد كبير من الأدباء والمثقفين العرب عام 1999 ، ورأيت كيف احتفى فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المناضل المثقف ، بهؤلاء الأدباء العرب ، في ضيافته الكريمة في ليلة لا تنسى حفاوة وثقافة وإمتاعا ومؤانسة في قصر الصنوبر القصر الرئاسي بالجزائر، عبد العزيز بوتفليقة المثقف الخطيب وابن الجزائر البار الذي أخرج بلاده من دوامة العنف والإرهاب إلى فضاءات السلم المدني والمصالحة الوطنية والريادة الجديدة في افريقيا والعالم العربي
هناك دائماً علاقة حميمية عجيبة بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ،وبين الثقافة ككيان حقيقي للأمة العربية ، وأعتقد أن هذا هو سر الاهتمام والإعجاب الذي يوليه هذا الزعيم المجاهد بوتفليقة لصديقي الشاعر والكاتب عز الدين ميهوبي ، فميهوبي منغمس في حبر الثقافة كل يوم هي خبزه في الصباح والمساء ، وهي جواز سفره في كل المطارات والمحطات رغم ما يمتلكه أيضاً من كل الصفات الأخرى كمناضل وسياسي جزائري مخلص لوطن المجاهدين الأبرار الجزائر والرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، الذي عينه بالأمس وزيرا للثقافة وهو منصب هام وكبير جداً في بلد كبير ومؤثر كالجزائر قلعة العروبة والإسلام ، ،وملتقى حوار الثقافات بين الشمال والجنوب، وقد جاء إلى هذا المنصب الجديد وزيرا للثقافة ،، بعد أن كان مكلفا من طرف الرئيس بوتفليقة بمنصب آخر هام هو منصب السفير المتجول لتظاهرة القسنطينية عاصمة للثقافة العربية 2015 ، وهو نفس المنصب الذي يشغل إلى جانبه منذ سنوات منصبا رسميا رفيعا آخر ،هو منصب رئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر ، وهي مؤسسة ثقافية كبيرة وسامية تابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية الجزائرية
في هذا السياق أذكر أن أول مرة التقيت فيها بفخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، كانت عام 2002 في بيروت بمناسبة المؤتمر الثاني لمؤسسة الفكر العربي، التي يرأسها الأمير خالد الفيصل ، و التي كنت عضوا في هيئتها الإستشارية الأولى ، كان ذلك في ضيافة رئيس الوزراء اللبناني الراحل رفيق الحريري رحمه الله ، تحدثت مع الرئيس المثقف عبد العزيز بوتفليقة الذي كان هاجس الأخوة الموريتانية الجزائرية وما ترمز إليه ثقافيا وتاريخيا ، حاضرا في ثنايا كل كلمة يقولها هذا الزعيم العربي والمغاربي الكبير متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر
كان حينها صديقي الشاعر عز الدين ميهوبي نائبا في البرلمان الجزائري عن حزب التجمع الوطني الديموقراطي ، وقبلها رئيساً لاتحاد الكتاب الجزائريين ورئيسا لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ، هذا الموقع الكبير الذي غادره مرفوع الرأس في المؤتمر العام لاتحاد الأدباء العرب في القاهرة الذي تم افتتاحه في مقر الجامعة العربية نهاية 1996 ،وكنت حاضرا الى جانبه في هذا الحدث ضمن وفد الأدباء والكتاب الموريتانيين ،في هذه المناسبة الكبيرة حيث كان موقفنا موحدا في عملية التنسيق والتصويت الجزائر وموريتانيا يدا بيد على قلب رجل واحد
كان هذا الوزير الشاعر والمثقف الرائع عز الدين ميهوبي ، جزائريا موريتانيا وموريتانيا جزائريا وعربيا افريقيا قحا ، يحب بلاده العظيمة الجزائر الى حد الجنون، لأنه يرى في عنفوان ثورتها التاريخية كل كبرياء الأمة العربية وقيمها الإنسانية وثوابتها الإسلامية وهي تدوي في الآفاق بصرخات عبد الحميد بن باديس رحمه الله:
شَعْـبُ الجـزائرِ مُـسْـلِـمٌ وَإلىَ الـعُـروبةِ يَـنتَـسِـبْ
مَنْ قَــالَ حَـادَ عَنْ أصْلِـهِ أَوْ قَــالَ مَـاتَ فَقَدْ كَـذبْ
أَوْ رَامَ إدمَــاجًــا لَــهُ رَامَ الـمُحَـال من الطَّـلَـبْ
يَانَشءُ أَنْـتَ رَجَــاؤُنَــا وَبِـكَ الصَّبـاحُ قَـدِ اقْـتَربْ
خُـذْ لِلحَـيـاةِ سِلاَحَـهـا وَخُـضِ الخْـطُـوبَ وَلاَ تَهبْ
وَاْرفعْ مَـنـارَ الْـعَـدْلِ وَالإ حْـسـانِ وَاصْـدُمْ مَـن غَصَبْ
وَاقلَعْ جُـذورَ الخَـــائـنينَ فَـمـنْـهُـم كُلُّ الْـعَـطَـبْ
وَأَذِقْ نفُوسَ الظَّــالـمِـينَ سُـمًّـا يُـمْـزَج بالـرَّهَـبْ
وَاهْـزُزْ نـفـوسَ الجَـامِدينَ فَرُبَّـمَـا حَـيّ الْـخَـشَـبْ
مَنْ كَــان يَبْغـي وَدَّنَــا فَعَلَى الْكَــرَامَــةِ وَالـرّحبْ
أوْ كَـــانَ يَبْغـي ذُلَّـنـَا فَلَهُ الـمـَهَـانَـةُ والـحَـرَبْ
هَـذَا نِـظـامُ حَـيَـاتِـنَـا بالـنُّـورِ خُــطَّ وَبِاللَّـهَـبْ
حتَّى يَعودَ لـقَــومــنَـا من مَجِــدِهم مَــا قَدْ ذَهَبْ
هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ
فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُ وَ الْـعـرَبْ
نعم تحيا الجزائر والعرب
عز الدين ميهوبي وزير الثقافة الجديد في الجزائر، يحب أيضا موريتانيا حتى النخاع الشوكي ، أشهد له بهذه الشهادة وأنا أعرفه عن قرب مثقفا وإنسانا منذ عشرين عاما ،يحب ناسها العاديين وشعرائها الطيبين ، ويحتفي بثقافتها أينما كان ، وهو في هذا المجال من الغيورين جداً على تطوير العلاقات الثقافية بين موريتانيا والجزائر ، لأنهما أقرب إلى بعضهما من حبل الوريد خاصة مع ذلك التمازج التاريخي والإجتماعي الكبير بين الشعبين في بعض مناطق الجزائر ،من حيث اللغة والعادات والتقاليد والأزياء والمجموعات البشرية ،وأصول وروافد المد الصوفي والديني والعلمي جنوب الصحراء الكبرى
شغل الدكتور ميهوبي سابقا منصبا وزاريا في الجزائر قبل وزارة الثقافة ،هو منصب وزير الإعلام الجزائري ، فهو صحفي متمرس وإعلامي مهني بدأ مشواره الصحفي كاتبا في الصحافة الرياضية، وهو من نجوم الصحافة الرياضية في الجزائر رغم شهرته كشاعر ومبدع ، وهو المنصب الذي صعد إليه قبل سنوات قليلة ، قادما من عمق الميدان الإعلامي حيث كان مديرا عاما لمؤسسة الإذاعة الوطنية الجزائرية، وإليه يعود الفضل في تأسيس إذاعة الجزائر الثقافية المختصة في شؤون الفكر والإبداع كمؤسسة إعلامية مستقلة ، وتجربة فريدة من نوعها في العالم العربي تهدف للنهوض بالحياة الثقافية والحراك الأدبي في الجزائر، والتعريف بإنتاج كل المبدعين والمثقفين وترقية الذوق العام للمجتمع ، وأيام كان وزيرا للإعلام في الجزائر أكد لي أنه من القرارات الهامة بالنسبة له والتي عمل على تنفيذها، هي تضمين كل نشرات الأخبار الرئيسية اليومية في التلفزيون والإذاعةالجزائريتين خبرا ثقافيا رئيسيا عن آخر الإصدارات الجديدة من الكتب والمؤلفات الجزائرية ، احتراما لأصحاب القلم وتركيزا لصورتهم في ذهنية الرأي العام كفاعلين ومؤثرين في توجهات الفرد والمجتمع ، وتقديرا رمزيا لهم في زحمة ما تعج به وسائل الإعلام من أخبار مختلفة ،دائماً ما تأتي أخبار الثقافة والفكر في ذيل القائمة بالنسبة لها هذا إن وجدت أصلا
وأعتقد أن هذه الرؤية المستنيرة لزميلي الشاعر الوزير عز الدين ميهوبي ، هي ما جعلت الرئيس بوتفليقة يختاره لاحقا بعد أن خرج من التشكيلة الحكومية كوزير للإتصال آنذاك ، ليقود واحدة من أكبر المؤسسات الثقافية في الجزائر ، ألا وهي مؤسسة المكتبة الوطنية الجزائرية من 2010- 2013 قبل تعيينه بعد ذلك رئيساً للمجلس الأعلى للغة العربية في الجزائرية
عند توليه إدارة المكتبة الوطنية الجزائرية ، كنت في زيارة لأخي الكريم سعادة السفير بلاها ولد مكية سفيرنا في الجزائر، للسلام عليه في بيته بنواكشوط أثناء إحدى العطل، ودار حديثنا حول الثقافة والعلاقات الموريتانية الجزائرية ، فطلبت من سعادته التواصل مع الصديق عز الدين ميهوبي ، فهو شاعر كبير ومحب لموريتانيا وتربطني علاقة شخصية منذ عقدين من الزمن ، وبحسه الدبلوماسي والثقافي المتميز ، قام سعادة السفير بلاها ولد مكية فور عودته للجزائر بزيارة المبدع والمثقف ميهوبي في المكتبة الوطنية الجزائرية ، وأصبح على صلة دائمة به ، وهو ما حدثني عنه بعد ذلك باستمرار الشاعر الوزير ميهوبي، الذي أثنى خيرا على السفير بلاها ولد مكية وأبدى لي احترامه له وإعجابه به كسفير هادئ مثقف موطأ الأكناف لبلاد المليون شاعر في الجزائر
الشاعر عز الدين ميهوبي له العديد من الدواوين الشعرية ،وله أعمال روائية كذلك ومؤلفات هامة في الشؤون الرياضية والثقافية والإعلامية ، ومن قصائده الرائعة التي تمثل بالنسبة لي كمتلق نقلة حداثية في خطابه الشعري قصيدته الشهيرة التي تحمل أيضاً عناوين أحد دواوينه " عولمة الحب عولمة النار" ، إنه حصان قوي في وادي عبقر، يأسر الجمهور بكلمات ليست كالكلمات متبتل في محراب القصيدة منذ نعومة أظافره ، رغم أنه لا يزال شابا متوثبا بمقياس الزمن والعطاء ، التقيته آخر مرة هنا في نواكشوط قبل أقل من شهر ونصف مساء ذات ليلة من يوم 23 مارس الماضي ، كانت المفاجأة التي أراد هذا الصديق الجميل أن يخبئها لي في عقر داري ، هي عندما تلقيت اتصالا هاتفيا من سنترال السفارة الجزائرية بنواكشوط ، تخبرني فيه سكرتيرة السفير الجزائري صاحب السعادة نور الدين كنكودي -وهو صديق شخصي أيضا للوزير مبهوبي وزميل دراسته في مدينة باتنة -بدعوتي إلى لقاء وحفل عشاء خاص في منزل السفير مساء اليوم الموالي ، بطبيعة الحال وافقت على الدعوة الكريمة ولم أر من المناسب في الأعراف الدبلوماسية أن أسأل عن السبب فربما تكون مناسبة معينة أراد السفير أن يشرفني بالدعوة إليها على عجل ، رغم أنني لم ألتق بسعادة السفير الجزائري سابقا ولم يحصل لي الشرف للأسف أن تعرفت عليه عن قرب ، كما أنه لم يسبق لي على الإطلاق أن تلقيت أية دعوة من السفارة الجزائرية لحضور أية مناسبة سواء في دار السفير أو السفارة بنواكشوط ، رغم مكانة هذا البلد الكبير في نفسي وروحي وحياتي الثقافية ، وقد يكون ذلك شيئا عاديا يعود الى طبيعة العلاقات الشخصية أو العامة ، رغم دعوتي أحيانا من طرف العديد من الهيئات الدبلوماسية الأجنبية لمناسبات مختلفة تتعلق بها بصفتي المتواضعة في الساحة الثقافية والإعلامية
كانت أولى خيوط معرفة المناسبة عندما التقيت على مدخل دار السفير بالأخ العزيز وأحد المسؤولين الكبار في وزارة الثقافة الأستاذ حد معلوم مدير إدارة التعاون الخارجي والتخطيط في وزارة الثقافة ، الذي بادرني بالقول : لقد كنا أمس في استقبال صديقك السفير عز الدين ميهوبي وقد سألنا عنك في قاعة الشرف ، ودخلنا إلى دارة السفير الجزائري الذي تلقانا بترحاب كبير لم أنتقل منه مباشرة إلا إلى المفاجأة السعيدة في أحضان صديقي العزيز الشاعر عز الدين ميهوبي ، الذي جاء في زيارة خاطفة لنواكشوط لمدة 24 ساعة في تواصل مع وزارة الثقافة الموريتانية ، في إطار مهمته كسفير متجول لاحتفالية قسنطينة عاصمة للثقافة العربية ، والتي جاب خلالها كل عواصم العالم العربي ، تحضيرا لهذا الحدث الكبير ، الذي يشي وينم لكل من يهمه الأمر عن كيفية اهتمام الجزائر بثقافتها العظيمة ومبدعيها ومثقفيها ورسالتها الحضارية نحو الجميع ، كانت مفاجأة سعيدة أشكر عليها أولا وأخيرا سعادة السفير الجزائري في نواكشوط نور الدين كنكودي، الذي بدأ مهمته الدبلوماسية في موريتانيا قبل فترة وجيزة فقط ، والذي قال لي ممازحا : أول من سألني عنه الدكتور ميهوبي في المطار من الموريتانيين هو حضرتكم فأردنا أن نجمع بينكم الليلة أيها الشعراء من غير ميعاد وما أطيب اللقيا بلا ميعاد
كانت سهرة شعرية وثقافية رائعة تلك الليلة على مائدة السفير الكريم نور الدين كنكودي ، هنا في نواكشوط مع صديق عزيز ، لم ألتق به سابقا في أرض المليون شاعر، رغم أن حلمي الجميل كان ولا يزال أن توجه له دعوة خاصة لزيارة موريتانيا كشاعر ومبدع كبير ، ولم تكن الفرصة مناسبة في أجندته الزمنية لإقامة أمسية شعرية أو إلقاء محاضرة ثقافية في مركز أمجاد للثقافة والإعلام، لأن هذا الطائر المسافر في عوالم الإبداع كان عليه لالتزامات مسبقة ، أن يغادر نواكشوط مباشرة بعد عدة ساعات بعد اجتماع عمل بينه وبين وزيرة الثقافة الموريتانية الكاتبة الصحفية المعروفة هند بنت عينين، لكنه ترك لي وعدا بتلبية دعوة أخرى لزيارة الجار الشقيق في أقرب فرصة ، وأعتقد أنهاالآن أصبحت قاب قوسين أو أدنى اليوم ، بعد تعيينه بالأمس القريب وزيرا للثقافة في الجزائر ، فهنيئا هنيئا هنيئا لمعالي الوزير الشاعر والكاتب عز الدين ميهوبي من أعماق أعماق القلب
قبل زيارته لنواكشوط التي أقول لصديقي إنها كانت مباركة وفأل خير وطالع سعد بالنسبة له ، أو كما نقول نحن بالحسانية كانت " قظفة أعليه" بتعيينه بعد ذلك وزيرا للثقافة في الجزائر بعد أقل من شهر ونصف من مغادرته نواكشوط ، في مهمة ثقافية قابل فيها وزيرة الثقافة الموريتانية ولم يكن حينها وزيرا للثقافة في بلاده ، ولعل صديقي الشاعر ميهوبي يذكر ذات يوم أنني قلت له في سهرتنا الأخيرة بنواكشوط أنه سيصبح إن شاء الله وزيرا للثقافة في الجزائر، ولم تكن مقولتي تلك له مجرد أضغاث أحلام أو رؤيا في المنام ، ولا ضربة كاهن في شارع الثقافة ، وإنما كانت حدسا شخصيا مبنيا على معرفتي الحقيقية بالرجل وبمساره الصاعد في الجزائر الثقافية، وثقته وقربه من صانعي القرار في الجزائر اليوم ، وما يتمتع به من حيوية وتضحية وعلاقات ثقافية واسعة داخل وخارج الجزائر ، وكنت وأنا أتحدث معه مؤخراً أعرف بعض الصعوبات التي تواجهه في طريقه نحو قمة المشهد الثقافي بالجزائر ، خاصة خلافاته مع وزيرة الثقافة الجزائرية السابقة خالدة تومئ ،منذ أن كان مديرا عاما للمكتبة الوطنية الجزائرية ، والتي شاءت الأقدار أن تغادر الوزارة ليتربع صاحبنا الشاعر عليها وزيرا فوق العادة وكامل السلطة بامتياز واستحقاق، فألف مبروك وتحية لهذا الصديق الذي كان موسم أصيلة الثقافي في المغرب ، آخر مناسبة كبيرة تجمعنا خارج الديار ، في ندوة الإعلام العربي الإفريقي إحدى الندوات الرئيسية في هذا الموسم التي كان معالي الوزير ميهوبي رئيساً لها عند افتتاحها من طرف رئيس مؤسسة أصيلة وزير الخارجية المغربي السابق محمد بن عيسى ، وكنت أحد الإعلاميين المشاركين بعرض في هذه الندوة العربية الإفريقية في أصيلة ملتقى حوار الثقافات في صيف كل عام بالمغرب الشقيق
فتحية للجزائر وتحية للمغرب من موريتانيا ، فالثقافة هي التي تجمعنا وتوحدنا معا دائماً أبدا وإن اختلفت مؤقتا حسابات رجال السياسة ، وكل التوفيق والنجاح لأخي وزير الثقافة الجديد في أرض المليون ونصف شهيد معالي الدكتور عز الدين ميهوبي، الذي أتمنى له كل النجاح والتوفيق لخدمة الفكر والإبداع والثقافة وهو بذلك جدير وحقيق والرجل المناسب في المكان المناسب
سيدي ولد الأمجاد
شاعر وكاتب
المدير العام لمركز أمجاد للثقافة والإعلام في موريتانيا
البريد الخاص : [email protected]