أوردت صحيفة “دي فيلت”، الواسعة الانتشار، نقلا عن مصادر استخباراتية غربية ان إيران، عبر درعها العسكري المسمى حزب الله، أرسلت ممثلين عسكريين إلى جبهة البوليساريو والتي تم مده بالأسلحة وتدريب عناصرها على حرب العصابات في ظل تحرك منظم يجمع مختلف الميليشيات التابعة للنفوذ الإيراني والذي يمتد من الشرق الأوسط الى شمال افريقيا.
ونشرت كريستين كنش، مراسلة صحيفة “دي فيلت” الألمانية في الشرق الأوسط، مقالا بعنوان “كيف تقوم إيران بإنشاء شبكة إرهابية عالمية” تقدم فيه تفاصيل عديدة عن تورط جبهة البوليساريو، مع مليشيات حزب الله.
وأبرزت اليومية الألمانية الواسعة الانتشار، أنه وقبل عدة أشهر، انطلقت العديد من الإنذارات عندما ظهرت أنباء عن قيام إيران بتزويد جبهة البوليساريو بطائرات بدون طيار لاستخدامها ضد المملكة المغربية واستهداف مرافق استراتيجية بها.
وأشارت ذات القصاصة، إلى أن الهجمات الأخيرة التي نفذتها جبهة البوليساريو قبل ما يزيد عن أسبوع بمدينة السمارة، في منطقة الصحراء الواقعة تحت سيطرة المغرب، والتي أعلنت مسؤوليتها الكاملة عنها، في بيان صادر عن الجبهة، زادت من القلق والتوجس بشأن تنامي استراتيجيات الإرهاب العالمية، عن طريق تسليح وتجنيد الميليشيات في خدمة الإرهاب واستهداف استقرار الدول.
وحسب الصحيفة فإن التقارير الواردة من أجهزة الاستخبارات الغربية والمحققين الماليين، والتي تمكنت مجلة WELT من استشارتها حصريًا، إن طهران تعمل على توسيع شبكتها منذ عدة سنوات بشمال افريقيا، مشيرة إلى أن “إيران لم تعد تدعم فقط المنظمات الشيعية او السنية، بل تجاوزتها للميليشيات والمرتزقة والتي ليس لها أي مرجعية". حيث تضيف الصحيفة الذائعة الصيت "أنه من الأمثلة الجيدة على نهج طهران لاستهداف الامن بالمنطقة هو تسليح جبهة البوليساريو، والتي هي ميليشيا متمركزة في ما يسمى بمخيمات تندوف للاجئين بجنوب الجزائر".
ففي نونبر 2020، حسب ذات المصدر، خرقت جبهة البوليساريو هدنة 1991 مع المغرب بطريقة استفزازية من خلال قطع الطريق بالكركارات، الطريق التي تربط بين المغرب وموريتانيا، والتي فككها الجيش المغربي بعد 14 يوما من الحصار.
وتكتب نفس اليومية، انه مع استئناف الأعمال العدائية، تعتزم جبهة البوليساريو تقويد النجاحات الدبلوماسية الملحوظة للمغرب، والتي حققها مع العديد من البلدان التي سحبت اعترافها بالبوليساريو وأكدت اعترافها بمغربية الصحراء، مثل الولايات المتحدة وألمانيا وإسبانيا والإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول الأخرى في أفريقيا.
وقد قطع المغرب علاقاته مع إيران، تضيف اليومية، حيث ندد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، بالدعم الذي يقدمه حزب الله لجبهة البوليساريو، من خلال تزويده بالأسلحة وتدريبه على حرب العصابات، مستهدفة بذلك استقرار المملكة المغربية، مستندا على تقارير استخباراتية تؤكد مدى ضلوع إيران في هذا المخطط الإرهابي.
ويشير نفس المقال" إلى أن طهران زودت أعضاء جبهة البوليساريو بصواريخ أرض جو وطائرات بدون طيار، وكان حزب الله، حليف إيران، قد أنشأ معسكرات في الجزائر حيث قام بتدريب مقاتلي البوليساريو".
ورغم أن قادة جبهة البوليساريو وحزب الله نفوا هذه الاتهامات، إلا أن المغرب ذكر "أن لديه أرشيفا كبيرا يضم تقارير مفصلة وصورا لاجتماعات بين ممثلي حزب الله والبوليساريو بالجزائر، قامت إيران بتأمينها، وقد زعم ممثل لجبهة البوليساريو العام الماضي، حسب نفس المصدر، أن إيران، قامت عبر وساطة جزائرية، بتزويدهم بطائرات بدون طيار من طراز “كاميكازي” لاستخدامها ضد المغرب".
وتؤكد التقارير الاستخباراتية الجديدة، التي اطلعت عليها WELT الآن، ما أشار إليه المغرب، وعلى سبيل المثال، "تمكنت الصحيفة من الوصول إلى تسجيلات ونصوص المحادثات الهاتفية بين ممثلي البوليساريو وعميل يتظاهر بأنه جهة اتصال لحزب الله من ساحل العاج، وبالتالي فإن مصطفى محمد الأمين لكتاب، هو ضابط اتصال البوليساريو في سوريا والمسؤول عن منطقة الشرق الأوسط".
وتضيف الصحيفة ان المعلومات الاستخباراتية التي أساسها تسجيلات صوتية تؤكد: “في محادثة مسجلة في 23 أكتوبر، بعد حوالي أسبوعين من “طوفان الأقصى”، سأل عميل حزب الله ممثل البوليساريو لمين الكتاب عن الوضع، ورد هذا الأخير: “الحمد لله، اننا متشجعون ومستعدون للقيام بأعمال ضد المغرب ودول أخرى والانتصار عليهم ".
وفي وقت لاحق من المحادثة، تحدث ممثل حزب الله المفترض ومبعوث البوليساريو عن هجمات مشتركة محتملة ضد دول بالمنطقة مع حزب الله وإيران.
وعرض لمين الكتاب، دعم جبهة البوليساريو، لكنه يؤكد أن مواردها ليست كافية حتى الآن لمهاجمة اهداف استراتيجية بجميع المغرب، على سبيل المثال، وفي محادثات أخرى، دعا إلى مزيد من الدعم من حزب الله وإيران".
وفي بداية العام، اكتشفت الصحيفة الألمانية "شبكة حوالات مالية تعمل من إسبانيا ومخيمات تندوف (الجزائر) وتحافظ على اتصالات وثيقة مع جبهة البوليساريو وإيران ولبنان وحزب الله، والحوالة هي وسيلة قديمة لتحويل الأموال دون اللجوء إلى البنوك القانونية، وهي طريقة متداولة لدى التنظيمات الإرهابية ومافيات التهريب والجريمة المنظمة".
وأشارت الصحيفة الألمانية ذاتها، إلى أن إيران تخفي مساعداتها المالية لحزب الله، وأيضًا لجبهة البوليساريو، بمساعدة شبكات الحوالة التي يكاد يكون من المستحيل السيطرة على تدفقاتها النقدية.