ابراهيم مالحه .. لاعب موريتاني نسيه الجميع

أربعاء, 2015-05-27 01:21

من أشهر لاعبى المنتخب الوطني ومهاجميه ذات زمنه الذهبي
مثل غيره من أبناء ذلك الجيل الرائع يغيب فى زحام الحياة منسيا ليس منسيا فقط بل هو مهمش وليس منسيا ومهمشا فقط هو أيضا فقير لامنة لدولة خدمها وأذاب زهرة شبابه فى الملاعب يحملها نجما وهلالا وحلما وطموحا وشعورا ومحبة صادقة
تأثرت كثيرا وأنا أتابع لقاءه الليلة على قناة "المرابطون" مع الصحفي الرائع حمود بن اعمر
كان لقاء دامعا وحزينا
مالحه تحدث بحزن بمرارة بعتب ولكن بكبرياء وبشموخ وطني لايتقادم
وطن همشه مع جيله الفذ
لا سكن لارعاية صحية لاذكر لا تنويه لاتوشيح لا إشادة
زملاء له ماتوا غرباء فى وطنهم وآخرون يموتون اليوم ببطئ
نجوم رفعوا النجم والهلال وانتصبت هاماتهم نخيلا يعانق "كن للإله ناصرا" على ملاعب العالم وعبر سماواته
لعبوا بالوطنية وعلى الريق 
أحيانا بلا أحذية ومرارا بلاغذاء ولادواء
كم تقاذفتهم دروب العالم غرباء منبوذين وهم يطاردون خيط دخان إسمه الوطن الموريتاني
هل تصدقون أنهم تعرضوا مرات للسجن ومرات للتأخر عن الرحلات ومرات للإهانة ومرات ومرات ومرات للنسيان والإهمال
مالحه الليلة ردد خلف كلماته بيتا جميلا للشاعر عبدالرزاق عبدالواحد شاعر العراق الأبي عراق النشامى
" لكن سأستسمح التاريخ أن فتحت
حروفنا فيه جرحا ليس يندمل"
مالحه قدم شهادة حزينة على جيله
تصوروا أشهر لاعبى الجمهورية الإسلامية الموريتانية الذين ضحوا بكل شيئ من أجلى ومن أجلك ومن أجل النجم والهلال طواهم النسيان هم بيننا كالغرباء لايذكرهم ذاكر ولايزورهم زائر
هذا يصلح أجهزة التبريد ليأكل أبناؤه نصف رغيف
وهذا يمارس تجارة خفيفة ليشرب أطفاله نصف كأس الحليب وعلى الوطن الذى خدموه السلام
مالحه هزشبابيك قلوبنا كما كان يهز شبابيك الفرق التى يواجهها دفاعا عنا ألوانا وسمعة ومهابة وحلما
مالحه سجل ومن الدقائق الأولى للقائه الليلة ألف هدف فى مرمى حكوماتنا اللاوطنية
مالحه سدد الضربة الحرة ومن الزاوية القاتلة لتستقر فى مرمى الضمير الوطني الجمعي لكل الموريتانيين
مالحه أظهر أن حكوماتنا ظلت دائما مع استثناءات مجهرية فى وضعية تسلل وطني
مالحه قالها صراحة نحن منسيون لانجد فى منازلنا البائسة مايقول لأبنائنا أننا كنا ذات يوم شيئا مذكورا فى تاريخ كرة القدم الوطنية
لايصدقون ولن يصدقوا اننا كنامرابطين فقط ومازلنا فى مربعات النسيان والفقر وظلم ذوى القربى
مالحه الليلة أيقظ فينا إحساسا بأننا جميعا ظلمنا جيله الذهبي
ولا أمل لنا فى أجيال قادمة ونحن نمارس العقوق بحق جيل مالحه وأصنيدرى وطاهرا وغيثى ومينى وأباب سك وبلله سالم وعالى محمود وشمخو
هذه دمعة رثاء لجيل من الرجال ظلمناه
وهذه دمعة أخرى تحسرا على مستقبل بلد يظلم أبناءه ويغتالهم نسيانا وعقوقا وهم الذين أرادوه وطنا يناطح الشهب وقدموا لأجل ذلك أغلى وأجمل وأنبل التضحيات الممكنة

 

من صفحة حبيب الله ولد أحمد على الفيس بوك

اقرأ أيضا