لكل فئة مرشحان .. غزواني في يواجه ستة مرشحين

اثنين, 2024-05-20 21:39

الشروق ميديا ـ نواكشوط: سبعة مرشحين هم من استقبل المجلس الدستوري ملفاتهم للانتخابات الرئاسية المرتقبة 2024 أي أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني في مواجهة ستة مرشحين لأن في المواسم الانتخابية يكون الرئيس في كفة وبقية المرشحين في كفة ثانية فهم مجتمعون يحاولون الحصول على النصف، بينما يحاول الرئيس أن يحسم نتيجته في الشوط الأول بالنصف فما فوق على الأقل.

في القراءة الأولية لأسماء المرشحين المنافسين الغزواني أنهم راعوا التقسيم الشرائحي الموريتاني فتم ترشيح اثنان من فئة البيظان هما امادي ولد سيدي المختار ومحمد الأمين المرتجى، ورشح للحراطين اثنان هما بيرام ولد الداه ولد اعبيدي والعيد ولد محمدن، وكان من نصيب الزنوج جميعا اثنان على الرغم من أنهما ثلاث شرائح منفصلة كان من نصيب قومية السونوكي أتوما سوماري، ومن نصيب الفلان با بكاري وتم استثناء قومية الوولفْ.

أسئلة تطرح في هذا التحليل هل من الصدف أن يقسم المرشحون بهذه الصورة؟ ومن وراء هذا التقسيم؟ وكيف جاءت الترشحات بهذا التوزيع الشرائحي؟ وكيف منع مرشحون آخرون من التزكيات مثل أحمد ولد هارون ونور الدين ولد محمدو بالإضافة للرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز.

يبدو أن هناك نية مسبقة لهذا التقسيم من طرف حزب الإنصاف الذي قام بعملية ترشيد مدبرة لمستشاريه والذين هم السلاح الوحيد لدى الأغلبية بإمكانها أن تمنح ما تشاء من التركيات لدى المرشحين وبإمكانها أن توجههم كما تريد أيضا فيملك حزب الإنصاف والأغلبية ما يناهز 90% من المستشارين البلديين والعمد، تماما كما حرموا المرشحين نور الدين وأحمد ولد هارون والرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز  والبقية الباقية من المستشارين والعمد موزعة في الغالب بين حزبي "تواصل" و"الصواب" ولديهما مرشحان مستقلان على التوالي امادي ولد سيدي المختار وبيرام ولد الداه.

 

قراءة في الحظوظ..

يبدو أننا أمام استحقاقات شرائحية تتنافس فيها موريتانيا بكل شرائحها المختلفة وأيدلوجياتها أيضا، ويبدو كذلك أن الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني المنافس الأقوى يريد أن يضع نفسه أمام كل الشرائح المعارضة للتصويت له وبالتالي هو في مواجهة مع أقليات موريتانيا المعارضة لحكمه.

سوف يبذل الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ممثلا في أغلبيته جهودا مضاعفة لحصول على أغلبية مطلقة في الشوط الأول وسيكون الفائز حسب المؤشرات السياسية بنسبة بين الخمسين والستين في المائة خلال الاستحقاقات القادمة.

إن فاز ـ وبالفعل سيفوز ـ سوف يكسب أيضا أنه خاض انتخابات تشاركية وسيمتص غضب بعض الشرائح التي تعلن غضبها عند هزيمتها في كل انتخابات.

 

امادي وبيرام .. والصراع على المقعد الثاني

أما المقعد الثاني فيتوقع أن يتنافس عليه مرشحان هما بيرام ولد الداه ولد اعبيدي مرشح الصواب ومجموعة إيرا، وحمادي ولد سيدي المختار مرشح حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية.

يحظى الأول بدعم مجموعات "لحراطين" الواسعة التي وجدت فيه متنفسا لشريحة عانت من آثار العبودية ومخلفاتها بعد تقاعد مسعود ولد بلخير سياسيا، كما يحظى بيرام بدعم مجموعة من الزنوج وخاصة طبقة "الفُلان" التي سيتقاسمها مع المرشح با ممادو بكاري، وسبق لبيرام أن ترشح للرئاسة مرتين الأولى سنة 2014 والثانية سنة 2019 وكان في كل مرة يحصل على المقعد الثاني في الاستحقاقات.

أما مرشح "تواصل" الحريص على الرتبة الثانية في الانتخابات فهو يراهن على شعبية الحزب المحسوب على التيار الإخواني في موريتانيا والذي تم ترخيصه قبل سبعة عشر عاما ومنذ ذلك التاريخ كان الحزب في كل انتخابات يتصدر المعارضة، وسبق له أن رشح رئيسه المؤسس محمد جميل منصور في الانتخابات الرئاسية 2009.

يشار هنا إلا أن حزب "تواصل" القادم على هذه الاستحقاقت قد تعرض لعدة هزات سياسية بدءا بانسحاب مجموعة "راشدون" بقيادة عمر الفتح والمختار ولد محمد موسى، ومرورا بانسحاب الرئيس المؤسس محمد جميل منصور وأخيرا الانسحاب غير الرسمي لمحمد غلام ولد الحاج الشيخ، ومع ذلك ما زال الحزب يتصدر المعارضة ويسيطر على مؤسستها الديمقراطية.

 

العيد وسوماري .. ومحاولة احتلال المقعد الثالث

وفي المقعد الثالث من هذه الاستحقاقات يتوقع أن  يحتله واحد من اثنين هما أوتوما سوماري والعيد ولد محمدن.

أوتوما سوماري دكتور وأخصائي في جراحة الأعصاب ويدير الآن المركز الوطني للأعصاب ينتمي لقومية السونوكي وهو قريب من الحكومة وكانت له جنسية فرنسية تنازل عنها لصالح هذا السباق الرئاسي يحظى سوماري كذلك بدعم مجموعة من الشباب اليساريين المنشقين في الغالب عن حزب اتحاد قوى التقدم هم كادياتا مالك جالو ويوسف ولد عيسى وعبد الرحمن ولد حمودي والنائب عن دائرة أمريكا يحي ولد اللود.

أما العيد ولد محمدن فهو محامي ينتمي لقومية "لحراطين" ويشغل الآن منصب نائب برلماني يحظى بدعم من قبل بعض التحالفات التي أوصلته للانتخابات المعروفة بتحالف "جود" وتضم النائب جوب والنائب محمد الأمين ولد سيدي مولود،  كما يشاع أن رجل الأعمال بوعماتو وراء ترشيحه نكاية في المرشح بيرام ولد الداه ولد اعبيدي حتى يتم تناقص شعبية بيرام ويقع شرخ في قومية "لحراطين" يكون ضحيته بيرام.

 

وفي ذيل القائمة..

في آخر القائمة سيكون واحد من اثنين حسب ما تقول المشؤرات الانتخابية الحالية وهما با ممادو بكاري المنتمي لقومية الفلان الذي لا يعرف له ذكر قبل هذه الانتخابات، ومحمد الأمين المرتجى الوافي الذي ترشح في رئاسيات 2019 وهدفه اليوم مجرد شهرة ووجود في المعادلة لا يتوقع أن يزيد الاثنان الأخيران مجتمعين على 7% في هذه الرئاسيات، اللهم إن كانت هنالك مفاجآت وتصويتات عقابية.

اقرأ أيضا