يمتلك المجتمع الموريتاني على اختلاف منابعه الثقافية والاجتماعية والعرقية موروثا شعبيا وحضاريا وتاريخيا، استطاعت الأجيال المتعاقبة المحافظة عليه لعقود طويلة، فيما ضاع الكثير الكثير منه تحت وطأة الإهمال أو في وجه رياح الحداثة المتسارعة .
ولو وجهنا الآن البوصلة إلى مجتمع "الكبله" تحديدا، وفتشنا عن أبرز العادات والقيم التي استطاعت الصمود في وجه التحديات، لوجدنا أن "لعب الدبوس" أو "أنيكور" أثناء الحفلات الاجتماعية والدعوات الخاصة، حافظ حتى وقت قريب على حضوره القوي وتفاعل الجمهور معه ضمن طابع هذه المناسبات .
ولا تزال مجتمعات تحافظ على هذه العادة التي تعتبر بعض المناطق في اترارزة تحتل الريادة فيها، حيث يتم عادة "لعب الدبوس" خلال مناسبات خاصة كالزواج أو دعوات تضم رموزا اجتماعية أو دينية، فيما لوحظ مؤخرا ظهور فرق متخصصة في هذا المجال، يتم دعوتها خلال هذه المناسبات أو التجمعات السياسية والانتخابية، نتيجة التفاعل الذي يحظى به "لعب الدبوس" من طرف الجمهور .
مجتمعات في منطقة اترارزة وجدت خلال حشدها للاستقبال الرئيس ضمن محطاته الحالية في الولاية، فرصة لإبراز بعض عاداتها التي ميزتها منذ قرون غابرة، فكان للعب الدبوس حضور قوي من مكان لآخر .