يّن المترشح محمد ولد الشيخ الغزواني، النائب السابق والقيادي بحزب تواصل محمد غلام ولد الحاج الشيخ مستشارا خاصا له.
ووفق مذكرة صادرة عن المرشح ولد الغزواني وموقعة باسمه، فقد تم تعيين ولد الحاج الشيخ ضمن قائمة من المستشارين شملت شخصيات عدة من بينها رئيس البرلمان السابق الشيخ ولد بايه، ورئيسة المجموعة الحضرية فاطمة منت عبد المالك، والديبلوماسي شيخنا ولد النني ولد مولاي الزين، والدكتور ازيد بيه ولد محمد، ونائب رئيس حزب الإنصاف محمد يحي ولد حرمه، والفنان سدوم ولد اعل ولد ايده، ودفالي ولد الشين، وعدة شخصيات أخرى.
ولد الحاج الشيخ لم يعلن حتى الآن انسحابه من حزب تواصل، رغم مغازلته المتكررة لنظام ولد الغزواني منذ وصوله للحكم، حيث هاجم قبل أيام في مقطع فيديو بثته صفحة موالية للنظام معارضي ولد الغزواني قائلا إنهم “أصحاب طابور الوظائف، وبعضهم هواة المعارضة الجديدة ومعارضة الغرف”.
وقال ولد الحاج الشيخ، إن هذه المعارضة “لاتزال لديها نقمة”، معتبرا أنها “ستضمحل سريعا عندما تجد بغيتها”.
وشدد على أن المتتبع لولد الغزواني يدرك أن “لديه شفقة وقدرة على إدارة الاختلافات الوطنية بما يجعلنا أمة واحدة منسجمة”.
محمد غلام الذي كان نائبا في البرلمان في عهدة ولد عبد العزيز، كان عضوا في رحلة تعبئة نظمها حزب تواصل إلى ولايات الشرق الموريتاني خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، إلى جانب عدد من قيادات الحزب.
ويطرح تعيينه أسئلة عدة حوله مستقبله مع حزب تواصل الذي لم يلتزم بخيار ترشيحه لرئيسه حمادي ولد سيدي المختار، واختار دعم ولد الغزواني الذي تقول بعض المصادر إنه كان على تنسيق دائم معه منذ اصطحابه له إلى الديار المقدسة حيث أدى العمرة لأول مرة منذ سنوات لأسباب إيديولوجية تتعلق بسوء العلاقة بين السعودية وحركة “الإخوان المسلمين” التي ينتمي إليها غلام فكريا ويعتبر أحد أبرز قادتها السياسيين في موريتانيا خلال السنوات الأخيرة.
وألمح القيادي بحزب تواصل زعيم المعارضة الأسبق الحسن ولد محمد في تصريح أثناء نشاط جماهيري لحزبه قبل أيام إلى التعاطي مع الخروج عن خيارات الحزب واحتمالات اتخاذ “المساطر” ضد بعض القياديين في إشارة فهم أن المقصود بها هو محمد غلام الحاج الشيخ، بينما أشار ولد محمد إلى أن تلك المساطر قد لا تتم مشاركتها ومسوغاتها بالضرورة مع العموم.
ويعدّ ولد الحاج الشيخ أحد أبرز الإسلاميين الموريتانيين، الذين شاركوا في تأسيس، تيار “الإصلاحيين الوسطيين”، أول تيار سياسي مستقل عن الأحزاب السياسية يجمع إسلاميي موريتانيا والذي عمل تحت يافطة منتدى الشباب لتطوير الثقافة والديموقراطية إبان رئاسة القيادي محمد ولد محمد امبارك في فترة رفض تأسيس حزب حمد أثناء المرحلة الانتقالية (2005-2007) والذي رفض المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية تأسيسه، إلى أن سمح الرئيس الراحل سيدي محمد الشيخ عبد الله لهم بتأسيس حزب “تواصل” الحالي.
وتولى محمد غلام منصب نائب رئيس حزب تواصل إلى غاية مؤتمر الحزب الثالث الذي انتخب خلاله محمد محمود ولد سييدي رئيسا للحزب خلفا لجميل منصور، القيادي الأقرب إلى محمد غلام.
ويشهد حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” المعارض ذو المرجعية الإسلامية، منذ أواخر سنة 2019 انسحابات متواصلة، شملت شخصيات قيادية بالحزب والتيار الإسلامي في موريتانيا بصفة عامة، وزادت شدة وطأتها خلال السنة الماضية وبداية العام الحالي، ففي بداية شهر أغسطس الماضي، قرر الرئيس الأسبق لحزب تواصل جميع منصور، وضع حد لضبابية علاقته بتواصل، معلنا استقالته من الحزب، بعد أن قاده لمأموريتين، وعمل في مجلس شوراه لمأمورية أخرى.
وقال ولد منصور في نص رسالة استقالته “ترددت في هذا القرار لشدة ثقله على النفس، ولكني توكلت على الله وأقدمت، ولعل السبب الرئيسي في هذا التردد هو العلاقة التي أكرمني الله بها مع إخوة أفاضل وأخوات فضليات طيلة مسار حزبي مبارك أخذ مني سياسيا وذهنيا وبدنيا ما لست عليه بنادم، بل به من المعتزين، وقد واجهت أخيرا في هذا المسار ما استحق مني توقفا وتفكيرا”.
وتابع ولد منصور “كانت المحطة الأولى في مسار التوقف هي المؤتمر الرابع المنعقد ديسمبر 2022 والذي كان منتظرا منه أن يكون موعدا لتصحيح الاختلالات والانطلاق بالحزب نحو آفاق أرحب، (..) وللأسف جاءت الانتخابات وكان الخلل أكبر والخطأ أوضح كما شرحت ذلك في بيان أخذ المسافة الذي نشرته فور إقرار المكتب السياسي للترشيحات النيابية الرئيسية”، مضيفا “من هنا وجدتني سيدي الرئيس، وكما تعلم لست من هواة المواقف السلبية مضطرا لتقديم استقالتي من حزب “تواصل” مسؤوليات وعضوية”.
انسحابات القيادات التواصلية، طرحت استفهامات عدة وأثارت جدلا داخل الحزب نفسه، حيث قال نائب رئيس الحزب وعمدة عرفات السابق الحسن ولد محمد، قبل أيام إن الحزب يحترم جميع المنسحبين منه، مستغربا في الوقت ذاته كون كل المنسحبين من حزبه توجهوا إلى النظام مباشرة، ما أدى إلى سجال كان أحد أطرافه الرئيس السابق محمد جميل منصور الذي قال في تدوينة ردا على الحسن ولد محمد: “ليس من المناسب القول إن مبررات المنسحبين غير موضوعية، وربطها بموضوع السلطة وما يستصحبه ذلك من إيحاء”، مضيفا “من أخطر ما تعانيه الكيانات هو عجزها عن رؤية مشاكلها، وإدراك الأخطاء في مسيرتها، وتحميل من انسحب أواستقال المسؤولية، انظروا في حالكم واجتهدوا في تقويم أدائكم على المستويين العملي والسياسي، وحاولوا أن تدرسوا وعلى نحو موضوعي ومسؤول أسباب خروج المنسحبين – وليسوا بالقليل – وأسباب تجميد المجمدين ومنهم أسماء مهمة ومؤثرة”، في إشارة ولد الحاج الشيخ، فهل يكون تعيين ولد الغزواني للنائب محمد غلام بداية الطلاق الفعلي بين الأخير وحزبه ؟