أهوس بالتصوير وجمالياته قبل أن يبرز قدراته في اختيار عبقرية فن اللقطة، وأبعاد تعبيرها وحرفيتها ضمن السباق مع جزء الثانية، ليجسد بذلك صورة تعكس عن موهبة صاحبها قبل الحديث عن تفاصيلها هي ..!!
ومن خلال هاتفه الخلوي اختار "التاه ولد محمدن ولد حميدي" ابن الثالثة عشر ربيعا أن يولد ثورة اهتمام بفن التصوير بين أبناء جيله في قرية المبروك شرقي مدينة تكنت وسط ولاية اترارزة، ليصنع بالصورة ما عجزت عنه عبقرية "الفوت شوب"، ويخلق من الطبيعة قوانين تخرق في أكثرها القواعد الفيزيائية المسلمة في مجال الجاذبية.... إنه اﻹبداع في أبهى تجلياته حين تتكلم الصورة بلغتها السحرية اﻵسرة .
بدأ التاه يكتشف تعلقه بالتصوير مع امتلاكه هاتفه الخلوي الحالي، أي قبل ستة أشهر من اﻵن، ليتجه نحو التقاط الصور من أصدقائه عبر تقديم الطلب منهم القفز والتدحرج والتزلف من اﻷماكن المرتفعة .
العديد من أصدقاء التاه بدأوا في محاكاته الاهتمام، وإن كان هو نفسه يتشوف لمرحلة يؤرشف من خلالها ألبوما خاصا يحكي عن قريته ونمط الحياة فيها، خاصة ما يتعلق بالجانب الطفولي وأعرافه في هذا المكان الذي غالبا ما صدر مواهب على أصعدة مختلفة...؛ مواهب منها ما مات أدراج الرياح بعد مقاساة جهل الناس باﻹبداع والتخصص، ومنها من شق طريقه ولو على وقع مخجل .
إن عناق الصورة الناطقة في عنوان أحداث ومراحل معينة ترتمى في حضن الذكريات المتجددة، فهذا يعني تطويرها بآليات الحاضر واستشرافها في المستقبل وهذا ما سيجعلها ثلاثية اﻷبعاد ترصد الحدث بلمسات فنية بارعة وتختزله في لقطة معتبرة ذات قابلية لنقله ونشره بشكل مؤثر وصادق، لقطة قابلة لﻹسقاط ببعدها الماضوي الزاهر وعمقها الحاضر ومستقبلها المشرق، وهذا ما سيكتشفه سريعا المتصفح لألبوم المبدع الصغير "التاه ولد محمدن" .