السعودية وموريتاتيا .. حديث الإنصاف

أحد, 2024-08-25 14:00
وداد اميه / كاتب صحفي

 

يقترب اليوم الوطني السعودي وهي مناسبة عزيزة على قلبي ، يفترض أنها كذلك بالنسبة لكم أيضا ، ذلك بلد يحبنا ونحبه منذ قرون ، في مناسبة كهذه يبدو مغريا أن نتحدث عن تاريخ العلاقات الثنائية بين البلدين لكنه موضوع فصلته سابقا في مقالات أخرى ، سأكتفي هنا بذكره بشكل مجمل ،تشير الأرقام أن المملكة من أهم شركاء موريتانيا التنمويين منذ زيارة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز لبلادنا سنة ١٩٧٢م بل أكثر منذ ذلك تذكر الأرقام أن مساعدات المملكة لبلادنا - دون القروض الميسرة- قد تجاوزت المليار دولار وببحث بسيط يدرك المرء أن السعودية كانت وراء معظم المشاريع التنموية الكبرى بدء بطريق الأمل وانتهاء بمشروع تزويد كيفة بالماء الشروب مؤخرا والقائمة طويلة بينهما.

رغم هذا التاريخ المليئ بقيم التضحية والإخاء فإن المشهد في الصحف ومواقع التواصل يبدو مختلفا ، هنالك دائما حملات إساءة ممنهجة ضد المملكة وتدخلات سافرة في شؤونها الداخلية ، أعتقد أن ذلك لا يعكس الرأي العام فمعظم الموريتانيين أناس بسطاء ورثوا حب ذلك البلد عن أجدادهم ، ما يجري هو أن هناك تيارات سياسية معينة تعادي المملكة لأسباب تخصها تحاول جاهدة أن تظهر ذلك العداء وكأنه مزاج عام ، المملكة ليست بلدا عاديا بالنسبة للموريتانيين ، إنها ذلك الشقيق الذي لم يتأخر يوما عند حاجتنا ، النخبة الموريتانية أو المنصفون منها هم من يلام في الموضوع ، وجب أن نوضح لكل موريتاني من الذي يقدم له المساعدة الحقيقية التي تنعكس إيجابا على حباتهم وظروف عيشهم ومستفبلهم ومن يقدم لهم بروباغاندا تستنزف عواطفهم - وأحيانا أموالهم-  ويستخدمهم كوقود لحروبه الخاصة ، ليس منصفا أن نسيئ لمن يساعدنا وإن لم يمنن وأن نكافئ من يتلاعب بنا وإن علا صراخه .

أحد الإشكالات الرئيسية في منطقتنا هو بقايا الفكر القومي والأممي الذي يتجاوز حدود التعاون دائما ، نحن أمة واحدة لكن طبيعة العالم اليوم تختلف عن الماضي ، هناك واقع الدولة الوطنية وعلينا الإعتراف به ولعله من الغريب أن نعترف بها لأنفسنا وننكرها على غيرنا ، برأيي الشخصي لن يقبل موريتاني أن يتدخل شقيق من بلد آخر في طبيعة نظام الحكم ولا أن يسيئ لنا كبلد ولد من رحم النظام العالمي الجديد  لذلك من الجيد أن نبدأ في البحث عن نقاط الإلتقاء مع الأشقاء وأن نسلك طريق التعاون والأخوة لا أن نسلك طريقا شقتها حركات سياسية بحثا عن مصالحها الخاصة ولو تدثرت بقضايا نبيلة.

من الأعراف العربية الجاهلية التي أقرها الإسلام وأثنى عليها خصلة رد الجميل ولعل أدنى مراتب ذلك أن لا نسيئ للمحسن ، المملكة العربية السعودية وتحت حكم أسرة آل سعود الكرام لها أكثر من جميل في أعناقنا ،لسنا مضطرين أن نلزم أنفسنا برأي آخرين فيها ، الإعلام وسيلة لصنع السياسات والشعوب الواعية لا تسمح لنفسها أن تكون أداة في صراع الغير ، الإعلام المعادي للملكة ينشر صورة مزيفة عنها لكننا نعرف الصورة الحقيقية من خلال تاريخها المضيئ ، صورة بلاد الحرمين الشريفين التي لطالما احتضنتنا ودعمتنا ، يجب أن نصدق الحقيقة التي نعرفها وليس ما يملى علينا ولو بغير وعي .....

اقرأ أيضا