في وسط سوق العاصمة الرئيسيّ بنواكشوط يقوم أصغر مسجد ربما في العالم.
وبرغم أنّ المسجد ليس أكثر من ممرّ للعابرين إلى السوق يتحول في أوقات الصلاة وخصوصا في النهار إلى مكان يزدحم بالمصلّين وهو لا يختلف كثيراً عن معظم المساجد في العاصمة الموريتانية.
تعجّ المدينة هنا بالحياة... لا فرق بين شارع كان وبيتا من بيوت الله صار إلّا بالصلاة .. فقط احيانا قد يحدّد اتجاه القبلة بجدران صغيرة صبغت هنا باللون الأزرق لتربط اهل الارض بمن في السماء .
المساجد هنا لا تملك دائما تلك القداسة التي تميزها في مدن إسلامية أخرى ... لا تخضع لنمط عمرانيّ محدّد ولا حتّى لمخطّط حضريّ واحيانا يتجاور مسجدان او ثلاثة مساجد ولربما اربعة مساجد في حيّ واحد، ولكلّ منها جماعته وإمامه ولربما وقته للصلاة.
ثلاثة مساجد فقط في نواكشوط مثّلت الاستثناء.. مساجد حملت اسماء الدول التي تبرعت بها للجمهورية الوليدة آنذاك مع بداية ستينات القرن الماضي .. مسجد المغرب والمسجد السّعوديّ ومسجد قطر... ثلاث دول لا يجهلها ايّ مواطن هنا لتميّز نمط عمران مسجد كلّ منها من جهة ، ولما لها من أدوار في الحياة السياسية وحتى الدينية من جهة اخرى .ولعلّ من المفارقات أن تكون بعض هذه الدول، قد استثمرت أموالا طائلة في بناء المساجد - اكثر من ايّ قطاع اخر هنا - منذ منتصف سبيعينيات القرن الماضي وركّزت على الكمّ مقابل الكيف انطلاقا ممّا يعتقد البعض أنه فهم دينيّ يحيّد الجمال والزخرفة في بيوت الله لحساب اختيار الأئمة والتحكم في محاور خطابهم الدينيّ .
المصدر: الميادين