وزير الخارجية المغربي بعد مشاركته في القمة العربية

أربعاء, 2025-03-05 11:56

 أدلى وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، اليوم بالقاهرة، على إثر مشاركته في أشغال الدورة غير العادية لجامعة الدول العربية حول تطورات القضية الفلسطينية

وقال بوريطة (بتعليمات من جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، شارك المغرب في هذه الدورة غير العادية لجامعة الدول العربية 

تنعقد هذه الدورة في ظرف دقيق وصعب يتميز من جهة بما خلفه الاعتداء الإسرائيلي على غزة، خلال سنة ونصف تقريبا، من دمار وتقتيل وغيره، كما تنعقد كذلك في سياق يتميز بإعلان وقف إطلاق النار رغم هشاشته والخرق والصعوبات التي يتعرض لها، وفي ظل تواجد مجموعة من الأفكار والمبادرات فيما يتعلق بمستقبل غزة بشكل عام والتي خلقت نوعا من الضبابية حول الوضع في المنطقة وعرّضته لضغوطات كثيرة 

من هذا المنطلق، لطالما كانت رؤية جلالة الملك رؤية واضحة وقائمة على ثوابت ليس فقط من منطلق وضع جلالة الملك للقضية الفلسطينية في مرتبة القضية الوطنية ولكن أيضا من منطلق الدعم الدائم لجلالة الملك لكل المبادرات التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق الشعب الفلسطيني لكل حقوقه المشروعة 

فيما يتعلق بالسياق وكذلك بالأفكار الرائجة، فمحددات الموقف المغربي كما وضعه جلالة الملك هي ثلاثة او أربع نقط

النقطة الأولى هي أن غزة، وكما هو الحال بالنسبة للضفة الغربية، هما جزء من التراب الفلسطيني ومن هذا المنطلق فالشعب الفلسطيني هو من يملك الحق لتقرير مستقبلها. 

وبما انها اراضي فلسطينية، وهي النقطة الثانية، فالشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية هم فقط من يملكون المبادرة الأولى لتحديد مستقبلها وكيفية التعامل معها 

النقطة الثالثة وهي أننا، وقبل أن نصل لمرحلة إعادة الاعمار، علينا اولا تثبيث وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات والمرور إلى المراحل المقبلة في الاتفاق الذي تم حول وقف إطلاق النار من أجل المرور إلى وقف دائم للاعتداءات ومن ثم يمكن أن تأتي مسألة إعادة البناء

النقطة الرابعة هي أن إعادة البناء هي بالتأكيد مسألة تقنية ومالية مهمة ولكن في الوقت نفسه يلزمها تصور سياسي ومواكبة سياسية ويلزمها انخراط كل الفاعلين الإقليميين والفلسطينيين لإنجاح هذه العملية. ذلك أن إعادة الإعمار هي مسألة مرتبطة بالبناء وغيره ولكن نجاحها يلزمه أفق سياسي مع إيقاف الاعتداءات ووضع حد لخطاب الكراهية وللتعصب ولنبذ السلام من كل الأطراف ليعم منطق اخر وهو منطق السلام. هذا ما سيجعل إعادة إعمار غزة تفضي إلى نتائج ملموسة

في ظل التأكيد على غزة لا يمكننا أن ننسى ما يقع في الضفة الغربية وفي القدس، وكما تعرفون جميعا فموقف جلالة الملك انطلاقا من رئاسته للجنة القدس هو الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدس والحفاظ على القدس كمكان للتعايش ودعم صمود المقدسيين خاصة في هذه الظروف الصعبة ومن تم فالبيان الصادر عن القمة "إعلان القاهرة" يحمل إشارة قوية إلى دعم لجنة القدس، برئاسة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، وتثمين دور وكالة بيت مال القدس 

تبنت القمة اليوم هذا التصور لخطة إعادة البناء والان سيبدأ العمل. لذا من الضروري إيجاد كيفية اقناع الشركاء بها والترويج لها وتوفير دعم لها وكما سبق وذكرت فكيفية إيجاد رؤية سياسية تواكب هذه العملية وهذا التصور الذي هو تصور تقني يحدد الميزانية المفروضة وأيضا الآجال المتعلقة بإعادة البناء هو عنصر أساسي فما قامت به جمهورية مصر العربية هو أمر مهم

ما يلزم اليوم هو هذا الإطار السياسي لإقناع الأطراف المختلفة الدولية والفلسطينية. كما يجب كذلك تجاوز العراقيل المتواجدة وتوحيد الصف الفلسطيني وخلق أفق سياسي للقضية الفلسطينية يفضي إلى حل الدولتين بإقامة دولة فلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية

اقرأ أيضا