مرة أخرى يظهر برنامج "أنت اشفاكعك" فشله وسقوطه المدوى إذ أنه لم ينجح في أن يكون "كاميرا خفية" أو"اسكتش تمثيلي" وأخفق في أن يكون برنامجا،
من البرامج المنوعة الخفيفة.
إن حلقة البارحة كانت صادمة حيث تحول الإستيديو إلى فوضى لانهاية لها أخرجت الضيف المداح الخلوق الهادئ عن وقاره وحولته إلى طرف في معركة قبيحة الشكل والمضمون مع "أغراس" البرنامج.
ومن تابع الحلقة يلاحظ أن الرجل اختلط غضبه بتعبه والحمد لله على أنه لم يقع ضحية لأزمة صحية فعمره ومستوى غضبه وتعبه وجو الصراخ والبهائمية الذي طبع مجريات الحلقة كلها أمور تسبب الضغط والانهيار العصبي.
إن البرنامج يحتقر ضيوفه ويحولهم فجأة إلى ممثلين في سيناريوهات سيئة شكلا ومضمونا فمرة يقتحم الإستيديو شخص منظره لا يوحى بالاحترام،
إذ يبدو نصف عار ولا يرعى في الضيوف عمرا ولا مكانة ومرة يتم اختلاق مشاجرة تافهة يكون الضيف ضحية لها في غياب تام لأي منحى أخلاقي يحفظ للضيف احترامه المفترض.
والغريب أن بعض الضيوف يكتشف الأمر بسرعة ربما لأنه أخذ علما بالموضوع قبل دخول الاستيديو أو لأنه لاحظ أن مقدمة البرنامج ممثلة غير جيدة توحي تصرفاتها وحركاتها وحتى أسئلتها بأن البرنامج مجرد محاولة تموت إبداعيا في المسافة الفاصلة بين "العمل التمثيلي". و"الكاميرا الخفية".
مع الأسف برنامج يضرب في الصميم الاعتبارات الأخلاقية للمجتمع ويسيء للمهنة الصحفية إساءة بالغة ويقتل روح الإبداع ويغتال طموح المشاهد في رؤية عمل وطني جدير بالاحترام.
حبيب الله ولد أحمد
كاتب صحفي