في إجراء احترازي جديد، بدأت نقاط التفتيش الأمنية المنتشرة على طريق الأمل وعدد من المحاور الطرقية الداخلية في موريتانيا، بإلزام السائقين بحمل مطفأة حريق داخل سياراتهم، وذلك كشرط أساسي لمواصلة السفر، تفاديًا للحوادث الطارئة ومخاطر الحريق الناتجة عنها.
القرار جاء عقب سلسلة من حوادث السير المميتة التي شهدتها البلاد مؤخرًا، كان أخطرها حادث تصادم بين سيارتين على طريق الأمل، أسفر عن اشتعال المركبتين ومصرع خمسة أشخاص من أسرة واحدة كانوا على متن إحدى السيارتين. وقد أثارت هذه الحادثة حزنًا واسعًا وتفاعلًا شعبيًا كبيرًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بتعزيز إجراءات السلامة والوقاية على الطرق.
وتسببت هذه الإجراءات المفاجئة في ارتباك كبير لدى بعض المسافرين، حيث اضطر عدد منهم للعودة إلى العاصمة نواكشوط أو المدن الكبرى الأخرى لاقتناء مطفأة الحريق، تفاديًا للعقوبات التي قد تشمل الغرامة أو المنع من العبور عبر النقاط الأمنية.
وتأتي هذه الخطوة ضمن توجه أمني ووقائي أوسع تتبناه السلطات بهدف الحد من الخسائر البشرية الناتجة عن الحوادث، في ظل ضعف ثقافة السلامة الطرقية لدى عدد من السائقين، وانتشار السيارات غير المجهزة بوسائل الإطفاء والوقاية الأساسية.
ويرى مراقبون أن هذا القرار قد يسهم بشكل إيجابي في تعزيز ثقافة السلامة المرورية، لكنه يتطلب كذلك جهودًا موازية في التوعية، ومبادرات لتسهيل حصول المواطنين على معدات السلامة بأسعار مناسبة، خاصة في المدن الداخلية التي قد تفتقر إلى هذه المستلزمات.