لا تزال القصص المروعة تصلنا من سجن روصو جنوبي موريتانيا، هذا السجن الذي كان قد احتضن خيرة المناضلين الشرفاء المناهضين للعبودية بدءا ببوبكر ولد مسعود وفاتيماتا انباي قبل ثلاثين عاما، وانتهاء ببيرام ولد الداه ولد اعبيدي وجيبي صو وابراهيم ولد بلال في السنة الماضية.
ورغم أن السجن شريف بكل أولئك المناضلين إلا أن قصصه تروي لنا الانتهاكات الصارخة لحق الإنسان الموريتاني في التمتع بحياة كريمة.
قصص الوفيات تتكرر وتزداد كل عام ففيه توفي الشاب طه نتيجة الإهمال الطبي، وظهرت والدة الفتى أحمد قبل فترة في مؤتمر صحفي مع بيرام تطالب بالتحقيق في ملابسات وفاة ابنها وتشريح جثته، وهو ما امتنعت عنه السلطات آنذاك، وفيه مرض الشباب جكانا حتى توفي هنالك دون رعاية.
كما يعيش في هذا السجن المئات من الأشخاص المحكوم عليهم بالمؤبد مثل المعارضين السياسيين أحمدو السالم والحسن محمد، وسيدي ولد الشيخ وكباد ولد علي وكثيرون من أبناء مدينة روصو المعروفة تاريخيا بنضالها منذ خمسين عاما على ضفة نهر السنغال.
هذا وتنتشر الأمراض الجلدية في "غوانتنامو روصو" كما يسميه السكان دون أية رعاية صحية لنزلاء السجن كما أن المنظمات الإنسانية لا تتمتع بكثير من الحرية حتى تتسنى لها الزيارة الكاملة والكشف عن مصير المرضى وأسباب الوفيات التي تكررت لعدة مرات خلال سنوات معدودة.