يُعتبر المدوّن والكاتب الصحفي سلطان البان أول من كشف خيوط صفقة الفساد التي شهدتها وزارة التهذيب الوطني خلال فترة الوزير المختار ولد داهي، حيث نشَر تقارير استقصائية على صفحته في "فيسبوك" مدعومة بأدلة ووثائق واضحة.

 

وقد دفعت هذه المعطيات المفتشية العامة للدولة إلى فتح تحقيق رسمي في القضية، انتهى إلى نتائج متقاربة مع ما ورد في تلك التقارير، وكشف عن أسماء متورطة في واحدة من أكبر عمليات الفساد في تاريخ الوزارة.

 

نشير إلى أن مجلس الوزراء صادق في اجتماعه الأخير على إعفاء أربعة من كبار مسؤولي الوزارة على خلفية الملف، غير أنّ "الرؤوس الكبيرة" لم يشملها التحقيق، وهو ما أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والحقوقية حول حدود المساءلة وفعالية آليات مكافحة الفساد.

 

وتبرز هذه الواقعة الأهمية البالغة لدور صُنّاع الرأي والمدونين في فضح الاختلالات ومكافحة الفساد، لاسيما عندما يستندون إلى معلومات دقيقة ووثائق دامغة.