هلك رعيل "سوف" أو شاخ ليفتح جيل آخر عينيه على التسويف بلغة المجسمات:
وضع صاحب المعالي حجر الأساس للمجسم، دشن المجسم، عمل المجسم بطاقة إنتاجية قصوى وامتص نسبة بطالة عظمى ..
ولأن المجسمات لا تستوعب في سعاتها وساحاتها من الثقلين إلا الجن - إخوتنا في الجغرافيا والتكليف بالخطاب -، فأعتقد أن فرصتنا نحن الإنس لن تكون سانحة قبل الألفية العاشرة أو العشرين، وفق معطيات نسبة النمو المتثاقلة تأرجحا بين الصفر والواحد .
سنغبط أعمار الجن المديدة وسنحسدهم على نعم انعدام الكتلة والتحرر من الجاذبية وانسيابية المورفولجيا ولطافة الجرمانية، بل سنحسدهم أكثر على نعمة الخيال .
وعموما فإن "جيل المجسمات" سينام ملء عينيه ولن تزعجه تلك الحروف المقرفة التي كانت سمة عامة للخطاب السياسي طيلة الحقب الماضية، فأنا مثلا رجل خمسيني امتطت آمالي الساذجة صهوة ذياك الخطاب وعشت فقراته ولحظاته لأجدني بعد بضع وعشرين سنة من التخرج ونيل شهادة الدكتورا - دغدغت مشاعري فيها الأحلام البراقة وشنف أذني الوعد الناشز وكسر خاطري الخلف الناجز -، وجدتني مجرد تلميذ نحو بليد علم أخيرا أن "سوْفَ" حرف ناصب للفعل في تنور مستقبل حيكت وقائعه بحاضر لا يبقي ولا يذر، حتى يترك أبسط أمل للعيش على بساط التسويف ..!!
فرحم الله أم كلثوم حين غنت: "قد يكون الغيب حلوا" . ورحم الله "أبو كلثوم" – لسان حال هذا الحاضر- حين عارض كوكب الشرق نثرا: "لكنما الحاضر قطعا ليس أحلى" ..!!
الدكتور/ محمد ولد الخديم ولد جمال