صحافة يرفضون اعتزال ماموني مختار

ثلاثاء, 2014-08-05 10:45

 تلقي بريد موقع "ديلول" عدد هائل من الرسائل تطالب مديره ماموني ولد مختار بالتراجع عن قراره باعتزال الصحافة، الذي اعلن عنه ابتداء من فاتح اغسطس الجاري 2014.

 وأجمعت هذه الرسائل، علي التضامن مع ولد المختار في الظلم الذي تعرض له خلال مسيرته المهنية وعلي ضرورة تراجعه عن قراره،خدمة للعمل الصحفي.

 وفي هذا الإطار جاء في رسالة للأكاديمي الدكتور بدي ولد ابنو. مدير معهد الدراسات الأبستمولوجية:

 "أخي وصديقي الأستاذ الفاضل ماموني ولد مختار، 

 اطلعت على نصّ قراركم باعتزال الصحافة. وهو بداهةً نصّ متميز عظيم وأليم في آن. عظيم بما قدّمه درسا وعبْرة ببساطة وعمق وصراحة. وأليم بما كَشفَ وبما عنْه أعلنَ. 

 ومازلتُ رغم ذلك أتمنى أن تعدل عن قرارك رغم تفهمي لألمك.وهو ألم يزيد من وعيي به أني ما زلتُ أتذكر تلك السنين الأربعة التي جمعتنا معا في آخر الثمانينات في جريدة الشعب والتي كانتْ آخر عهدي بالبرزخي وأهمّ تجربة فتحتْ عيني على بعض ما يدور في منكبي المنكب. يومها كما تعرف كانت البنية التحتية للصحافة الموريتانية المكتوبة كلها لا تزيد عن مكتب خشبي وقاعة "بدوية" بجنبه ألحقا على عجل بفناء المطبعة الوطنية.

 أعرف أن دار لقمان حريصة في العمق على البقاء على حالها أو دونه. وحدها إرادة القلة التي كنتَ منها ظلّتْ تمثل الأمل رغم الألم.  دمتَ مع خالص ودي وعظيم محبتي وتقديري".

 

 وجاء فى رسالة للنقيب الدكتور الحسين ولد امدو:

 

 

 "عزيزي وعميدي ماموني

 

 إنني أرفض اعتزالكم  بهذه الطريقة   علي الرغم  من سعيكم  لإضفاء المسحة المقدسة علي مبررات الاعتزال   وهي الاستجابة  لرغبات الاسرة  والأبناء ،التي تجعلني تقديرا لها  محرجا في مناقشتها وإنزالها  ميزان  المحاججة  وارفض  الاعتزال، الذي  لم يقع اصلا  لسبب  بسيط من  منظوري،  بسيط  ...لانك ماموني  لم تعد  مجرد صحفي يمتلك  حق   اعلان  الاعتزال او الاستقالة متي شاء ، اصبحت قضية  ورمزا يجسد الظلم والغبن  في  الجسم الصحفي  ولا تمتلك حق التنازل  ولا الاستقالة إلا بالتشاور مع الجميع   حتى لا يفهم الامر  وكأنه استسلام او سعي لتبييض  النظام  الذي انتزع منك الحقوق  والأجر   ولم يبق له  إلا أن ينتزع منك الصبر  وهو ما نأمل وسنعمل علي ان لا يتحقق   ،عليك ان تبقي  غصة في حلق ظالميك  ورمزا للتحدي وان لا تترك الشعلة و تخبو رغم التثبيط  ، فكل صحفي  يشعر  يقاسمك   شعورك ويسعى  لرفع الظلم عنك  بأعلى   آليات  السعي ووسائل تغيير المنكر   الذي  وقع بحقك.

 

 ماموني الشخص  يمكن ان يقرر  بحرية في حياته  ما يشاء أما ماموني الصحفي فغيره  ،هو قضية  رمز  يجسد  الظلم  لا يمكن ان يستقيل  او يتنازل  او يرمي  بالمنشفة لغاية رفع الظلم.

 وعليه فخبر استقالة ماموني الاعلامي لن تأتي مطلقا حتى نقرر ذلك  ولن نقرر ذلك  حتى يرفع  الظلم  نهائيا  عن ماموني الصحفي".     

 

 وكتب الكاتب البشير ولد عبد الرزاق:

  "رسالة قصيرة جدا إلى الزميل ماموني,,,

الصحفيون من أمثالك يا صديقي، لا يعتزلون ولا يستقيلون، لأنهم هم الذين صنعوا لمهنة المتاعب طعمها ومتاعبها، وحافظوا لها على اسمها، رغم عاديات زمن "الأسماء المتغيرة".

الصحفيون من أمثالك،  أيها العجوز المشاكس، لا يحالون إلى التقاعد ولا يحصلون على إجازات سنوية ولا مرضية ولا يغادرون، لأنهم عندما يفعلون، يحزم الوطن أمتعته ويقتفي آثارهم، وتغادر وراءهم كل الأشياء البسيطة والجميلة والنبيلة والنادرة،

الصحفيون من أمثالك أيها الرجل الحالم لا يرحلون، لأنهم عندما يفعلون، ترحل معهم ابتسامات الأطفال وزقزقة العصافير ووشوشة العشاق، وتموت كل قصائد الغزل ويموت الحلم وتتشح صاحبة الجلالة بالسواد، ويصبح الوطن مجرد غابة موحشة.

الصحفيون  من أمثالك يا ماموني، لا ينصرفون هكذا ولا يستسلمون هكذا، لأنهم هم الذين يهدون للوطن كل صباح ألوانه الزاهية، و لأنهم هم وحدهم الذين ما زالوا يحفظون حكايات"ديلول" في وطن سرقه الحمقى والمجانين والأغبياء والسماسرة،  ولأنهم هم  وحدهم الذين ما زالوا يحسنون فن رفع الرؤوس والصراخ في وجه طواغيت زمن الصمت والطأطأة والقصص البالية".

اقرأ أيضا