من نواكشوط إلى الشارقة: موريتانيا تجسد تراثها الثقافي

أحد, 2025-11-16 19:42

تشارك موريتانيا هذا العام في معرض الشارقة الدولي للكتاب 2025، الذي يُعد منصة ثقافية عالمية تجمع ناشرين وكتاباً من أكثر من 100 دولة. رغم بعدها الجغرافي الذي يقارب 6 آلاف ميل عن الشارقة، تمكنت موريتانيا من لفت الأنظار بجناحها الصغير الذي يعكس ثراءها الأدبي والفني وعمق تراثها الثقافي.

يمثل موريتانيا في المعرض ناشران: دار المذهب للطباعة وديوان شيناجويتا. ويعرض الجناح أكثر من 300 عنوان على مدار أيام المعرض الاثني عشر، حوالي 70% منها من تأليف مؤلفين موريتانيين. وتشمل المجموعة أعمالاً في التعليقات العربية الكلاسيكية، وشعر ما قبل الإسلام، وأعمالاً حديثة تعكس الهوية الثقافية المتطورة للبلاد.

وفي هذا السياق، قالت فرحة سليمان، إحدى العاملات في الجناح والقادمة من العاصمة نواكشوط: "الشارقة دائماً تستقبلنا بحرارة. هذا المعرض بالنسبة لنا ليس مجرد كتب، بل تذكير للقراء بأن موريتانيا، رغم بعدها الجغرافي، تشترك في نفس النبض الثقافي مع العالم العربي."

تميز جناح ديوان شيناجويتا هذا العام بعرض الكتب الفنية والأدبية معاً، حيث شمل منشورات حول الخط الإسلامي والأدب الموريتاني، بالإضافة إلى أعمال فسيفساء يدوية رائعة. ومن أبرز هذه الأعمال لوحة فسيفساء دقيقة تُظهر صورة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والتي سيهديها الجناح إلى هيئة الشارقة للكتاب كتعبير عن المحبة والتقدير.

أما دار المذهب للطباعة، فقد حافظت على حضورها الطويل في المعرض لأكثر من سبع سنوات، مقدمةً أعمالاً كلاسيكية هامة مثل الشرح الأوسط وديوان شعراء ستة الجاهليين، التي ساهمت في تشكيل الأدب العربي الكلاسيكي. كما يعرض الجناح أعمال الشيخ أحمد البوني، العالم الصوفي الجزائري من القرن الثالث عشر، المعروف بكتبه حول المواضيع الباطنية مثل خصائص الحروف السحرية والمربعات السحرية والتعاويذ، والتي أعاد نشرها اتحاد الكتاب والكتاب الموريتانيين بالتعاون مع ديوان شيناجويتا وبجهود كتاب معاصرين.

تشارك موريتانيا في المعرض ليس فقط لإبراز حضورها، بل لتعزيز التبادل الثقافي مع العالم. يوفر المعرض فرصة للدول الصغيرة لتقديم ثقافتها على منصة عالمية، حيث يتحدث الثقافة بصوت أعلى من الجغرافيا. 

من جهتها قال سليمان: "كل عام نعود إلى الشارقة ونحن نشعر باتصال أقوى. المعرض يمنحنا الفرصة لنعرض من نحن ونتعلم من العالم في المقابل."

يجمع جناح موريتانيا بين رائحة الكتب المغلفة بالجلد وبريق الفسيفساء اليدوية، ليخلق تجربة حسية تجمع الأدب والفن في لوحة ثقافية واحدة. هذه التجربة تمثل تذكيراً بأن لغة الثقافة عالمية وتجمع بين نواكشوط والشارقة، بغض النظر عن المسافة الجغرافية.

اقرأ أيضا