وكأني بأحد رجالات الأمن السامين في موريتانيا يكتب الآن في مذكراته:
"وجاء العام 2001 بعد سنوات عجاف أجبرت بعضنا على الاستقالة من الأمن، ولكن من حسن حظي أنني كنت ضمن ثلة قليلة من المفوضين أشرفت على اختطاف مهندس موريتاني لا أتذكر اسمه الكامل لكن اسمه العائلي ولد صلاحي حيث دخلنا منزله في تلك الليلة التي ستكون سببا في امتلاء جيوبنا الفارغة، وكنا نتوقع أنه رجل صلب شديد متشدد، فإذا وجهه يبشر بخير وبسمته الهادئة توحي بطيبوبته وبراءته، ولكن لا يهمني ذلك من القصة، ما يهمني هو النتيجة.
لقد تخطفناه من بين ذويه واتفقنا في إدارة الأمن أن نكيد لأهله مكيدة ونزورهم أسبوعيا لتبديل ملابسه، وليتهم كانوا يعلمون أن ابنهم قد بيع وأننا دبرنا أمرنا بليل واقتدناه في ذلك المساء بإحاطة سرية كاملة ودخلنا المطار على حين غفلة من المسافرين والمهندس مقيد، وسلمناه إلى أيادي أمينة نعرف أنها ستوصله إلى اغونتنامو.
وعدت في تلك الليلة وجيبي ممتلئ من ثمن المهندس ونمت قرير العين مع التفكير في مستقبل هذه القضية الخطيرة، لكني لما رأيت زملائي لا تلين قلوبهم ورأيت مدير الأمن على ابتسامته الماكرة المعهودة، تناسيت القضية وربما تناساها معي الكثير ..."
تدوينة من صفحة مختار بابتاح على الفيس بوك