نزلت من الشاحنة بعد رحلة دامت 5 دقائق في ما قدرت أنه ممر، وقد أرغمني على النظر إلى الأسفل بقوة يدي أحد الحراس، وبعد برهة أمراني بالبقاء حيث تركاني في انتظار أن يأتياني، وفي انتظار ذلك لم أعد أحس بأي شيء يثقل كاهلي وقد أطلقت البول من مثانتي كما لم أطلقه في حياتي فأحسست براحة لم أجدها طيلة حياتي وكأنني أطلق سراحي وأرجعت إلى دياري وبكل الفجائية ضحكت من قلبي في صمت وكأن كل أحزاني اختفت فجأة ولا أحد لاحظ ذلك.
ويضيف ولد صلاحي :" بعد ربع ساعة جاء بعض الحراس وأخذاني إلى غرفة يبدو أنها كانت ممرا للكثير من المعتقلين من أمثالي وقد أزالوا عني عصابتي وكانت آلامي حادة في منطقة الأذنين والجمجمة، وفي الحقيقة كنت أظن أن جسدي كله يكيد لي وبالكاد استطعت أن أبقى قائما. بدأ الحراس الأمريكيون في نزع ملابسي عني وفي لحظات سأجدني عاريا كما ولدتني أمي.كانت المرة الأولى التي أرى فيها جنودا أمريكيين بلحومهم وعظامهم وليس على شاشة التلفاز، وقد حاولت أن أستر بيدي الأماكن الحساسة من جسدي وأنا أردد بصوت خافت دعاء المحنة "يا حي يا قيوم" ولا أحد من الحاضرين حاول منعي عن ما أفعل، إلا أن أحد الحراس الذي كانت نظراته مليئة بالحقد والكراهية أمرني بالإقلاع عن النظر في زوايا الغرفة.
جاء الطبيب .....( الاسم مسح من النسخة بسبب الرقيب الأمريكي )، لمعاينتي وقد أجرى لي فحصا كاملا، بعد ذلك رموا لي ملابس أفغانية، فقلت في نفسي رائع هنالك ملابس أفغانية في الفلبين، وطبعا كنت مقيد الأيدي والأرجل وقد وضعوا على أيدي قفازات وقد كنت في كامل الاستعداد إلا أنني لا أعرف لم أنا مستعد؟.