بالفعل ما تم نقاشه علنا يجب ان يرد عليه فى العلن ..
مهتمة انا لشأن أصدقائى ولكل ما يقلقهم ولتساؤلاتهم كما وتهمنى آراءهم وتفسيراتهم ومنطقهم لذلك اخترت أن أرد وأوضح اشياءا ظننت بأنهم فهموا قصدى من وراءها فهم نخبة النخبة وزين شباب هذا البلد لذلك وجب التوضيح..
ان ما نريد وما نصبو اليه ليس واقعنا الذى نعيش والا لكتفينا ولرضينا بما نحن فيه . ........
ان ما نصبو اليه من حرية ومن مساواة ومن عدل لا يأتي دفعة واحدة و يحتاج منا صبرا وثباتا ومواصلة للطريق الذى نراه مناسبا للوصول إليه ولكنه أيضا لايعنى الحرمان مما هو متاح اليوم والاستفادة منه بأكبر قدر ممكن فالتراكمات الناتجة منه هى لبنة أخرى تنضاف الى ما نراكمه من لبنات فى إطار سعينا لتحقيق ذواتنا فى الاستقلالية فى القرار وفى الاستقلالية الاقتصادية " وفى القرار السياسى.
رغم ان بعض أصدقائي اعتبر المقابلة الأخيرة لى تراجعا عن مواقف معروفة لدى ورغم ان البعض طلب منى تركها ونسيان ما أثارت من ردة فعل الا أننى اعتبرت ان كل ذلك يصب فى مصلحة القضية والقضايا التى تهمنى كامرأة ويهمنى رأى النساء فيها وخاصة الشابات اللواتى نعلق عليهن الأمل الكبير من زاوية المساهمة فى إيضاح وجهة النظر وتبادل الآراء مع المهتمين ودفع القضية الى الامام ..
بعد قراءة الردود التى أثارتها مقابلتي الأخيرة بخصوص "السرية " سأحاول الرد على بعض النقاط التى تستحق الرد وباختصار.
مثلا
البعض للأسف رد وكتب يجب على المرأة ان تدخل البرلمان ويجب ان تصبح قائدة ويجب ان ويجب أن ......وكأن السرية تتعارض مع الحقوق السياسية او مع ان تكون المرأة قائدة ....!!!
1- أولا انا كحقوقية اعتقد ان السرية تكرس ثقافة تحتاجها المرأة هنا فى موريتانيا وهى ثقافة "جسدى ملكى" والكل يعرف أن المرأة الموريتانية مجرد ذيل تابع وجسدها ملك للأهل وللعشيرة و ل"شرف"القبيلة وتخضع لقرارات الآخرين وعيا منها او دون وعى يمكن العودة الى سجلات القضاء للوقوف على الأمر .
بعض المناضلات للأسف وقعن فى مصيدة المجتمع فاعتبروا ان الزواج السرى الذى تحدثت عنه هو نفس الزواج السرى التقليدى الذى تكون المرأة ضحية فيه رغم اننى كررت فى صيغة التشديد على اننى أتحدث عن المرأة "المتمدنة " التى تعرف كيف تحافظ على حقوقها هؤلاء المناضلات بالفعل يقمن بمقاومة المجتمع وضد الثقافة الذكورية التي تخضع لها المرأة ولكنهن يقعن أيضا فى فخ " الحسن هو ما استحسنه المجتمع الذكورى والقبح هو ما استقبحه نفس المجتمع ".
النضال من اجل المرأة يأخذ إشكالا متعددة وليس دائما تحت يافطات براقة بل أيضا قول ما يرفض الآخرون قوله وتحديهم فيما يدفع بحضور ووجود وحديث المرأة عن نفسها وليس كل ما يجمله المجتمع هو الجميل فالمجتمع كله ومن بينه النساء أنفسن يرى ان "البلاء أصله امرأة" على عكس الواقع تماما فالمرأة هنا تابع وما تقوم لا يعدو كونه ردة فعل فمن اين لها تكون "مانزل بلاء من السماء الا وسببه المرأة ؟؟"..النضال ليس مجرد ضرب على حروف الكيبورد تختفى صاحبته عند أول تعليق محرج أو عتاب ..
وقد اتفقت للأسف بعض المناضلات مع المجتمع التقليدي الذي لم ينصف المرأة يوما فى هذه القضية اى قضية السرية فالمجتمع يعمل كحارس "لفرجها" لا يريد لها ان تعطى ذلك الفرج الا بموافقته وربما فعل ذلك فى الماضى نظرا الى اعتماد المرأة فى نيل حقوقها على قوة القبيلة والأهل وتلك حقبة مضت وهذه أخرى حلت حيث الدولة المركزية وحيث القانون على ضعفه وعلى علاته..
فى مجتمع التناقضات يسمح للمرأة الكبيرة بالزواج لإعالة نفسها او اطفالها ويمنع الصغيرة البالغة من الزواج لمن تراه يناسبها وهذه ثغرة يجب على الفتاة ان تستغلها ولا مكان لازدواجية المعايير هنا فالمرأة والفتاة البالغة متساويتان فى فهم وتحديد مصالحهن .
يفهم من هدا أن المرأة كلما تقدمت في السن أصبح قرارها بيدها نتيجة لعامل التجربة وتقديم المصلحة على هراء المجتمع وهذا يقبله المجتمع ، بينما تمارس الضغوط والوصاية على الشابة{الوصاية على الفرج او البكارة} وتستسلم المسكينة وترفض الزواج السري بحجة ذمه عرفيا ، وضبابيته دينيا كما يروجه البعض ليس مراعاة لمصلحتها وانما مراعاة للصورة التى يرسم المجتمع عن زواج الشابة فقط موضوع المقابلة !!
أنا كحقوقية أدعو للزواج المدني سواءا كان سريا أو علنيا وأرفض التعدد وان فرضه الواقع أتعامل معه كما أتعامل اليوم مع السرية كواقع لا يمكن إغفاله ولا يمكن باى حال من الأحوال اهمال الضرر الذى ينجم عن السرية فى حالة المرأة الغير مطلعة والتى لا تعنيها مقابلتى كما ذكرت مرتين من خلال المقابلة, كما أطالب بقوننة السرية بما يكفل للمرأة حقوقها وهذا أيضا ما أشرت إليه من خلال دعوتي السلطات الى التمكين للمرأة في اى قضية تساهم فى الدفع الى استقلاليتها ، وأرى أن الزواج السري في مجتمع خنق الحريات قد يساعد على تحقيق ذاتية المرأة وهدا بدوره سيقودنا إلى مجتمع حر ، يتصرف فيه الإنسان من تلقاء نفسه ويعبر فيه عن رأيه بكل حرية ....
فإذن لمادا أنا لست ضد السرية ؟
- لأن السرية دينيا أخف الضررين .. الكبت ونتائجه أو "الزنا "
- وعرفيا أكثر تمكين للمرأة .. تدير ذاتها بذاتها .
- ومدنيا مقاومة للمؤسسة التقليدية على طقوس الزواج
- السرية تخدم الطرفين اقتصاديا وغريزيا وحل ناجح للقضاء على ظاهرة العنوسة في بلد يعاني شبابه من البطالة ، وبها ستختفي ظاهرة الزواج التقليدي .
- الزواج السري غالبا لا يأتي إلا عن حب ورضى الطرفين .
- الزواج السرى حل ووسيلة للقضاء على الفئوية الاجتماعية.
- السرية تكرس ثقافة "جسدى ملكى" ومن هناك استمد قرارى فان لم املك جسدى أولا فأنا لا استطيع مساعدة الآخرين فى الحصول على حرياتهم او مايصبون اليه.
- فوق كل هذا يظل العقل فريسة للغريزة غير قادر على التحرر منها وهى وسيلة من ضمن الوسائل المساهمة بشكل فعال فى تحرير العقل ليفكر ويبتكر خارج اسوار الجنس المرغوب والممنوع الا فى حالة توفر شروط لا يستطيع الشباب الوفاء بها فى مقتبل العمر وفى فترة الثورة الجنسية
هل فهمتم الآن لمادا لم أقف ضد السرية ؟
شكرا للملاحظات التى ساقها المناضلون والمناضلات فى سبيل تحقيق المكانة التى تستحق المرأة فى مجتمع يرسم الجمال من خلال منطق الذكورة وينشر "الحلال" من نفس المنطق ويحسن ويخشن الصورة من خلال نفس المنطق ايضا ...
منقول من صفحة مكفوله بنت ابراهيم على الفيس بوك