حين ودعت والدة ولد الصلاحي خونة الوطن !!

أربعاء, 2015-08-12 21:55

ترحلين عن دنيا الأشرار تاركة وراءك من غدروا بك ذات مساء عندما سلموا فلذة كبدك محمدو ولد الصلاحي إلى قوى الشر وعصابة التلصص في غياهيب اغونتنامو..ترحلين أيتها الوالدة المحتسبة الصابرة، وأنت الصامدة اثنتي عشر سنة من فقدان الابن، كنت دائما تفكرين كيف جازت ـ  هذه الأنظمة المتعاقبة منذ عقد وأزيد ـ ابنك جزاء سنمار، فلا كفاءة تقدر بكفاءته، ولا بواكي عليه في أنظمة العسكر والتلصص والاستبداد..وكم كنت تتذكرين بمرارة وحسرة معتقلي اغونتامو وزنزاناته المعمة التي يذوق فيها الأسير كل أنواع التنكيل، يأتيه الموت من كل مكان يوميا وماهو بميت..لله كم  كنت متعاطفا معك في حياتك واليوم ترحلين عن هذه الدينا دون أن تكتحل عيناك برؤية الابن المفقود، يزداد تعاطفي معك أكثر وأكثر ولن أخونك بعد موتك، راجيا من المولى أن يبدلك خيرا منه وأن يسكنك فسيح الجنان..أما أنت يا مهندسنا القابع في السجون المعتمة فصبرا جميلا، وهل أستطيع تعزيتك،  ومن  يستطيع أن يوصيك على الصبر، وأنت المحتسب منذ عشر سنوات بعيدا عن حنان الأم ومداعبة الأبناء، من يستطيع أن يصبّرك  وقد أذاقك الوحوش كل أنواع العذاب.. لكن تذكر  معي أن في حياتنا زهورا وورواد فيها شطآنا جميلة فيها ليالي مقمرة  ستخرج إليها عنوة يوما ما وفيها قوم يبتسمون ويضحكون  مثل بسمتك الهادئة التي لا تزال عالقة في ذهني عندما كنت ضيفا علينا في اسبوع ثقافي سابق، سوف ينقشع الغمام ويزوال  الظلام غير مأسوف عليه ويبزغ فجر الحرية الجديد في هذا الكون البائس، سوف يدفع أعداءك ثمن تعذيبك، وسوف يكتب التاريخ من تعاطف معك في هذا الوطن، ومن تخلى عنك من السلط الخائنة، وكأني بك تتحدث لنا عن ذكريات اغونتنامو وتبتسم في وجوه الغادرين الذين لم يتحدثوا عنك بشطر كلمة خوفا من المتجبرين أو طمعا في جيوب الأثرياء ... ألا تبا لساستنا جميعا.. تبا لهذه السلطة الحاكمة ذات الأحذية الخشنة التي تتبجح بالاهتمام بالضعفة والفقراء وهي التي تركت مريم تبيض عيناها من الحزب وتودع الحياة أسفا على ابنها المعتقل، وتبا لما يسمى معارضتها  التي لا تريد من هذا البلد سوى رحيل السلطة، ألا فلترحلوا عنا جميعا، بعد أن رحلت والدة مريم بنت الصلاحي من بين أيديكم..

تبا لكل الخونة وأف لدنيا يسود فيها الظلمة ويعيش فيها الضعفاء منسيين ويموتون منسيين

 

من صفحة مختار بابتاح على الفيس بوك

اقرأ أيضا