ولد مولد يعتبر تغيير النشيد ليس أولوية وطنية

خميس, 2015-08-27 01:37

 اعتبر رئيس حزب اتحاد قوى التقدم الدكتور محمد ولد مولود أن أولوية الشعب الموريتاني اليوم هي "حكومة تهتم به وتسوي مشاكله"، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية تعرضت البلد في فترتها "لجفاف ماحق فلم تبال به، وفقد المواطنون نصف ثروتهم الحيوانية فلم تعرهم أي اهتمام، كما انتشر وباء الحمى في انواكشوط، فلم تهتم بالأمر ولم تعترف بالوباء".

 

وقال ولد مولود في سياق جوابه على سؤال عن موقفه من تغيير النشيد والعلم الوطنيين إن "من اقتربت مغادرته لا يجب أن يتحكم للآخرين في الإصلاحات التي تعني ثوابتهم كالعلم والنشيد وغيرهما. فالأمر لا يعنيه. ولا ينبغي أن يشغل نفسه بهذا. ولد عبد العزيز مغادر لا محالة، ولا يمكن – بحال من الأحوال - أن يبقى في السلطة، لا قانونيا ولا سياسيا، ولا بأي صفة من الصفات".

 

ورأى ولد مولود في مقابلته الشاملة مع صحيفة الأخبار إنفو الأسبوعية الصادرة اليوم الأربعاء 26 – 08 – 2015 أن تعديل هذا النوع من المواضيع "ونقاشه يحتاج إلى إجماع وطني"، مشددا على عدم أولويتها الآن لأن "الأولوية الآن هي وجود حكومة، حكومة تهتم بهذا الشعب، وتسوي مشاكله. وأن تكون لدينا حكامة رشيدة ومنصفة لهذا الشعب".

 

ووصف ولد مولود هذا النوع من النقاشات بأنها "أمور يُشغل بها الإعلام، ويَشغل الإعلام بها السياسيين، ويلهى بها الشعب في نوع من الجدل والنقاشات لا قيمة لها. والسلطة ماهرة في هذا النوع من المسلكيات، فقد عودتنا أن الديمقراطية عنده هي إعطاء الحرية للناس لانتقاده، وللتعبير عن آرائها، وفي الوقت ذاته يقوم هو بما يشاء من تصرفات غير سليمة، وأحيانا خارج القانون".

 

وأضاف: "هذا النقاش غير وارد. دعونا حتى نجد دولة قانون، وحتى نسوي مشكلة العدالة بين المواطنين، وحتى نسوي مشكلة اللحمة الاجتماعية المهددة، وهذا لها الأولوية، دعونا حتى نحل مشكلة فئاتنا الاجتماعية المهمة، والتي تتعرض لأوضاع خطيرة، وعدم البدء في علاجها يهدد الوحدة الوطنية. دعونا نحل مشكلة تطبيع الساحة السياسية بتوفير مجال للتناوب السلمي للسلطة. هذه هي الأولوية أما الآخر فهو مجرد بالونات إلهاء للمواطنين".

 

تلاعب بالرموز الوطنية

واتهم ولد مولود وكالة سجل السكان والوثائق المؤمنة بالتلاعب بالرموز الوطنية، مشيرا إلى "أنهم لم ينتظروا النقاش لتعديل هذه الأمور"، قائلا: "انظروا إلى بطاقة التعريف، فقد تم تحريف الألوان الوطنية التي كانت فيها، وحذف منها خاتم الدولة، وسميت بطاقة تعريف، بدل اسمها الحقيقي، وهو "بطاقة التعريف الوطنية"، ما معنى بطاقة تعريف فقط، يمكن أن تكون تعريف مهنية، أو غيرها، لكن لا تثبت مواطنك".

 

وتساءل ولد مولود: "من قام بهذا؟ من امتلك الجرأة على تغيير الثوابت؟ فهذا من الثوابت؟ من تلاعب برموز الدولة الوطنية؟ ها هم تلاعبوا بها، ويمكن غدا أن يتلاعبوا بغيرها، يمكن أن نستيقظ غدا وقد أعلنوا علما جديدا أحمر أو أصفر أو خليطا من ألوان عديدة. كل شيء ممكن في هذه الظروف".

 

وأردف: "لكن في النهاية ما سيبقى، وسيأخذ أهميته المستحقة، هو ما نال الإجماع الوطني، وهو ما لن يكون ما لم يتم تجاوز الخلافات، والوصول إلى وضع طبيعي يشعر الجميع فيه بالشراكة في الوطن".

اقرأ أيضا