جدل متصاعد بعد اتهام محمدو ولد صلاحي بالإرهابي

سبت, 2015-08-29 22:00

الشروق ميديا - موريتانيا: لم تسكن سخونة الجدل المتجدد حول تغيير النشيد الوطني على منصات مواقع التواصل الاجتماع بين كبار الكتاب والمدونين والصحافة الموريتانية، حتى فتح حديث الإعلامي أبي ولد زيدان واتهامه للمعتقل الموريتاني في اغوانتناومو محمدو ولد صلاحي بــ"الإرهابي" جدلا من نوع آخر، كانت الساعات الأخيرة شاهدة خلاله على كتابة سلسة مقالات وتدونات شعرية ونثرية حول الموضوع .

 

تدونة ولد زيدان حمل مضمونها ما نصه: "محمدو ولد الصلاحي أحد رجالات القاعدة، هو اعترف بكل شيء ولمح إلى أشياء أخرى ولديه ما يخفيه، والولايات المتحدة الأمريكية مع إجرامها لا غاية لها من اعتقال شخص في صحراء موريتانيا زملاؤه في الجرم طلقاء اليوم، صحيح أنه مهندس جيد وصحيح أنه ذكي وصحيح أن لقصته بعدا إنسانيا وصحيح أن أسرته تألمت خصوصا والدته لما حصل وصحيح أن أمريكا كشفت عن وجهها البشع خلال كل قصة سجنه... ولكنه إرهابي.. ارهابي !!! كفى غباء وتعاطفا مع كل مكطوع انعالة دخل في لعبة أكبر منه !!!" .

 

التدونة أثارت ردود متباينة بين نشطاء الفيسبوك، حيث سطر Bechir Beyade: "للأسف يبدو أن ثمة عادة سيئة عند معظم مدونينا " الكبار " فبمجرد أن تخالفهم الرأي و بالحجة الدامغة ، فإنك تُعرض نفسك للإساءة أو الحظر !" .

 

مدير صحيفة أخبار نواكشوط محمد محمود أبو المعالي علق حول الموضوع أن: "من تتبع مأساة المهندس محمدو ولد صلاحي يدرك أنه كان ضحية للإرهاب، ولقادة وصناع الإرهاب العالميين من أمثال بوش ورامسفيلد، وأذنابهم المتواطئين الذي غيض ماء وجوههم بعد أن سكبوه في سفح الخسة ذات مساء رمضاني، حين سلموا ولد صلاحي لحوامة طارت به إلى فوهة جحيم ما زال يكابد عذاباتها حتى اليوم.. فك الله أسره، وأذاق الإرهابيين سوء عاقبة فظائعهم معه، جزاء وفاقا" .

 

بدوره Med Abdel Mejid‏ أشار إلى أن "من يصف المهندس محمدو صلاحي، بأنه إرهابي، فهو الإرهابي الحق، ومن يعتبره مجرد "شادية" في الصحراء، عليه أن يفتح عينيه جيدا، فخبرته العلمية، ومؤهلاته الأكاديمية، أفضل بكثير من متريزات الفلسفة في كلية آداب نواكشوط"، مردفا: " لك الحق في التعبير والرأي، ولكن توقع أراء تخالفك.. أنت تكتب وفق سياسية "خالف" ولكن أقتنع أنك لن تُعرف، ثم ألا ترى معي أخيرا أن "شادية" مهندس في الصحراء، أفضل بكثير من "شايلة" صحافة في أكبر المدن" .

 

وكتب اتات ولد زيدان: "محمدو ولد صلاحي هو أحد عظماء هذا الوطن الذين غيبتهم الغطرسة الأمريكية عن أهلهم ووطنهم، ليحرم هذا البلد من مهندس معلوماتية من الطراز الأول لن يغفر التاريخ لكل من ساهم في مأساته، واجبنا جميعا التعاطف معه لأنه يتعرض لأسوأ أنواع الظلم الذي عرفه تاريخنا المعاصر" .

ونشر المدون Moustapha Ould Elbou: "المأخذ الأكبر علی كلام الأستاذ أبي زيدان لا يتعلق بمحتوى كلامه بقدر ما يتعلق بتوقيته ..!! الشاب يعاني الأمرين في أقذر سجون العالم و توفيت والدته حزنا عليه و يعاني أهله ألم فراقه كل يوم لذا من الأفضل إن لم نتعاطف مع و مع أسرته المحترمة ...أن نتركه حتی يفرج الله كربه علی الأقل ".

وسطر Mohamed Sidine Ould Berrou: "لا يحتاج المهندس محمدو ولد صلاحي إلى تعاطف أو تضامن أو دعم فيكفيه إيمانه بربه وثقته بفرجه، عذب ولد صلاحي سنوات في غوانتنامو فما بدل وما خان ولا استسلم لطغيان الجلادين والعملاء الأنذال، بل ظل صامدا وسيظل كذلك حتى يخرج من ذلك الجحيم منتصرا مرفوع الرأس، لن يغفر التاريخ للرئيس السابق معاوية ومدراء أمنه أعل ودداهي جريمة تسليم ولد صلاحي، وستظل دعوات تلك الصالحة مريم منت الوديعة تلاحقهم أينما وجدوا وعند الله تجتمع الخصوم" .

 

ودون Baba Sidaty: إذا كان هناك من يصف المهندس الشجاع المؤمن الصبور محمدو ولد صلاحي، بالإرهابي مكطوع أنعايل، فإننا نفخر بأن بلادنا أنجبت شابا ذكيا صبورا متدينا و شجاعا في ما نعتقد، مظلوما فيما تعتقد شرطة السينغال و موريتانيا و مخابرات الأردن و قضاء أمريكا، شابا إسمه محمدو ولد صلاحي لأمه المرحومة مريم بنت الوديعة.

كل العالم تعاطف مع السجين المظلوم و الكاتب النحرير و المهندس القدير محمدو ولد صلاحي، بعد نشره لمذكراته الكاشفة، و تجند الكثير من الصحفيين و الحقوقيين، و أحرار العالم من مختلف المشارب، و المواطنين العاديين في كل أنحاء العالم و من مختلف الملل و النحل، للدفاع عن حقه في الحرية و التعويض عن ما لحق به من أذي و تعذيب يستحيل وصفهما.

و في الاتجاه المعاكس يتطوع صحفي موريتاني للدفاع عن موقف وزارة الدفاع الأمريكية، الذي لم تستطع هي نفسها الدفاع عنه فلاذت بالصمت، فلا حول و لا قوة إلا بالله.

على الأخ أبي ولد زيدان أن يعتذر عن ما نشر على صفحته، للأخ العزيز و فخر شباب موريتانيا المهندس الأسير محمدو ولد صلاحي و لعائلته الكريمة و للشعب الموريتاني و كل أحرار العالم و محبي العدالة في أرجائه. امتلك شجاعة الاعتذار أبي، فكل ابن آدم خطاء و خير الخطائين التوابون.

 

الإعلامية منى محمد كتبت حول الموضوع: " الدفاع عن أمر مهما كان طيبا بالسب والشتم والقذف والعبارات النابية البذيئة المنحطة شيئ مقرف ، يحتاج من يقوم به الدخول الی مستشفى الأمراض (الأخلاقية)" .

 

من جهته كتب مدير "تقدمي" حنفي ولد الدهاه:
الجبناء هم من يهاجمون سجينا أعزل، نائي الدار.. أسلمته دولته، و جفاه قومه.
الجبناء هم من يطلبون الشهرة بالتشهير.. و يرهبون و "يُرّهبون" مساكين استفردت بهم في زنازنهم المعتمة قلوب من حجر.
الجبناء هم من يستقوون بلوحة حاسوب على من ألقي تعسفا في غياهب "اغوانتا" ما "نامو" ولا صحوا، و لا نالوا من الإنصاف نصيبا.
الجبناء هم من مجدوا لآواصر قربى إراقة متلهفين للسلطة دماء مواطنين أبرياء، ثم طفقوا يعملون سيوفهم الصدئة في لحم غريض..!
الجنباء هم الأطراف يبتلى بهم الأشراف..
الجبناء هم توائم قوس قزح..هم أصدقاء الحرباء و العنز الجرباء..!
الجبناء هم فقط الجبناء..!

 

ونشر الزميل عبد الله الخليل: تابعت أغلب ما سطر حول اتهام محمدو ولد صلاحي بـ"الإرهابي"، وقد نزل البعض في رده إلى لغة كان يستطيع العدول عنها، من باب احترام الآخر وعدم السقوط في مستنقع التجريح .

أعتقد أننا مجمعون على أن المهندس ولد صلاحي كان اعتقاله ظلما قبل أن تعترف بذلك المخابرات الأردنية والشرطة السنغالية والموريتانية، وبعدها القضاء الأمريكي .

وتعليقا على ذكر الإنسانية فلا أعتقد أن إبداء رأي كهذا لن يلقى ردودا غاضبة، خاصة وأن جرح رحيل الوالدة مريم منت الوديعة لم يجف بعد .

كان الله في عون ولد صلاحي وولد عبد العزيز .

 

وكتب الإعلامي صلاح الدين نافع: 

شسع نعل السجين محمدوا ولد صلاحي "المقطوع " كما وصفها أحدهم تشفيا منه وهو سجين في زنازين العار حسب الامريكيين أنفسهم .
أغلي واعز من كل حر طليق لايغيظ الكفار والمنافقين .
سلمه جلادوا ولد طايع إلي دولة جسدت الارهاب بكل الاوصاف ثم تلافت إنسانية مواطنيها "للتتفق علي أن الرجل مظلوم .
ثم يخرج من بين ظهرانينا من يسوق أن ولد صلاحي إرهابي للاسف بينما لم تحدد الامم معني الارهاب .

رحلت والدة ولد صلاحي دون أن تراه حرا طليقا تغمدها الله بواسع رحمته .
وبقي ولد صلاحي حبيس زنازين العار ينتظر من يناصره من بني جلدته بعد أن حرك كتابه مشاعر العالم بأسره وطبعت أعداد مدهلة وحقق مبيعات غير مسبوقة
فك الله أسره وأعاده إلي أهله

اقرأ أيضا