بنهاية السنة الحالية 2015 تنتهي بحمد لله مأموريتي رئيسا لفريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب بجامعة الدول العربية، المحددة بسنتين..
تتيح النظم المعمول بها في جامعة الدول العربية تجديد هذه المأمورية لمدة مساوية لمرة واحدة فقط، وقد رشحتني حكومة بلادي الموقرة مشكورة لمأمورية ثانية، في الوقت الذي رشحت فيه أربع دول أخرى مرشحين للمنصب نفسه..
مجلس الجامعة العربية في دورته 144 المنعقدة بمقر الجامعة ابتداء من صباح الأربعاء 09 سبتمبر الجاري، وفي اقتراع سري انتخب مساء نفس اليوم للمنصب مرشحا آخر من دولة شقيقة..
لا يتعلق الأمر طبعا بمفاضلة بين أشخاص، بل يتعلق باختيار ترشيحات دول طبقا للتوازنات المعروفة، ولا يؤثر انتخاب مرشح دولة أخرى على نجاحات الدبلوماسية الموريتانية الباهرة التي تحققت خلال السنوات الأخيرة، ومنها تحقيقها في نفس الاجتماع وبالتزامن لنجاح أكبر تمثل في الحصول على أرفع منصب في الجامعة العربية تحصل عليه موريتانيا منذ انضمامها إليها، وهو منصب الأمين العام المساعد لقطاع الرقابة، وكان من الصعب في الواقع حصد المنصبين في آن واحد، وسط منافسة قوية..
ومن تلك النجاحات الحصول قبل أيام قليلة على تزكية قاضيين عزيزين من طرف المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالجامعة العربية لعضوية محكمة الاستثمار العربية، بصفة عضو أصلى وآخر احتياطي غير متفرغين، وهي محكمة مهمة..
عند تولي موريتانيا لرئاسة فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب كان الفريق في وضعية يمكن وصفها بحالة "موت سريري"، وقد عملت بكل جهد، وفق الظروف المتاحة على بعث الحياة فيه من جديد..
قامت موريتانيا بتنشيط الفريق، حيث انتظمت اجتماعاته، وأعدت دراسة لتطوريه تم اعتمادها من طرف الجهات المختصة الوصية، يجري تنفيذها حاليا، ووضعت جميع توصياته حيز التنفيذ بما فيها إنشاء شبكة التعاون القضائي بين الدول العربية التي هي الآن في مراحل متقدمة..
كانت جهود الرئاسة الموريتانية للفريق في بعثه وتنشيطه (والتي لن أتحدث عنها بتفصيل هنا) موضع تقدير من طرف الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وأعضاء الفريق الذين تشرفتُ بإشادتهم رسميا وبشكل مكتوب بها، مع توجيه التهنئة لشخصي عليها..
أغتنم هذه الفرصة لأتوجه بجزيل الشكر وعظيم الامتنان لحكومة بلادي التي رشحتني ابتداء لهذا المنصب الذي لم يكن لي علم بوجوده أصلا، قبل استدعائي له، واستطاعت كسبه في المأمورية الأولى، وأعادت الثقة في شخصي مجددا بترشيحي لمأمورية ثانية، كما أشكر كل الأشخاص الذين ساعدوا في ذلك، ولعبوا أدوارا مختلفة فيه..
أتوجه بالشكر أيضا للأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وقطاع الشؤون القانونية بها، و لزملائي أعضاء الفريق الذين تواصلت معهم خلال هذه الفترة، وحققنا معا نجاحات مذكورة..
شكري وتقديري كذلك مع التهنئة لسعادة السيد وَدَّادِي ولد سيد هيبة سفير موريتانيا بالقاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية على الظروف المناسبة التي وفرها لي لأداء مهامي، وعلى جهوده المخلصة التي بذلها لصالحي، ولصالح مرشحي موريتانيا الآخرين والتي حققت نتائج غير مسبوقة، والشكر موصول لأعضاء البعثة الموريتانية في القاهرة، وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد..
القاضي أحمد عبد الله المصطفى