على اعتاب مجلس الأمن و تقرير مبعوث الامين العام للأمم المتحدة كريستوفر روس للصحراء الغربية مشارف شهر اكتوبر القادم ، و ما ينتظر النظام المغربي من تضييق و حصار ، و مع بداية العد التنازلي للموعد الحاسم بخصوص نقل القضية الصحراوية من البند السادس الى السابع و الذي بموجبه سيفرض الحل النهائي للقضية و الذي لن يكون حتما مهما حدث ضم الصحراء الغربية و شعبها بالقوة للخارطة المغربية ، مع كل هذا و غيره من الجولات الدبلوماسية الموفقة للطرف الصحراوي منها حصد موقف مشرف و داعم من الاتحاد الافريقي الذي اعتبر طرف في الصراع من خلاله تقف المنظمة الكبرى بقوة في وجه الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ، كل هذا يجعل النظام المغربي يزيد من حصاده الخيبة و يعلن تصعيدا غير مبرر تجاه الجزائر الشقيقة . الجزائر التي يعتبرهها المخزن غقبته في الهيمنة على الصحراء الغربية لا لامر منطقي و عقلاني بل فقط لانها تدعم سياسيا قرار الشعب الصحراوي المطالب بالحرية و الاستقلال منذ الاحتلال الاسباني و حتى الاحتلال المغربي ,
التصعيد الذي يحشد الجماهير المغربية للنيل من الجزائر و قيمتها و الذي له مظاهر مسلحة و استفزازات حدودية و تصريح ناري من هنا و آخر صبياني من هناك لوزير مأمور او رئيس حزب بعيد عن فهم صلب الموضوع خطوات ليست في صالح المغرب ابدا الذي يخطط دائما لافشال المساعي الصحراوية و طمس نضال الشعب الصحراوي من خلال تصويب الانظار نحو صراع يفتعله نظامه مع الجزائر .
لحد الأن لا تعتبر الجزائر المغرب طرفا لها في اي صراع اي كان ، لا الصراع الصحراوي المغربي و لا محاولات المغرب المفتعله لاي خطب ، تقف دائما الجزائر موقف المدافع المتحفظ البعيد كل البعد عن التنابز بالقول او التجاسر بالفعل و ما قصة الحدود الا حق يراد به باطل ، و الرمي بالتفرقه و حرمان الاهالي من بعضها في حين الحقيقة هي تهريب المحروقات و المواد الغذائية من الجزائر و تصدير الحشيش اليها .
التحرش بالجزائر عسكريا لا اظنه يخدم المغرب ، فالبون اولا شاسع بين الدوليتين و فرق التجربة العسكرية فرق برقم قياسي ، و يزيد الأمر حدة لدى المغرب انقلاب سحره عليه ، اذ ان كل المحاولات هذه هي مغازلة قوى غربية و عربية تقف لصفه فيما تعلق بالقضية الصحراوية و تغض الطرف الاعلامي و الانساني و حتى السياسي عن واقع القضية استنادا الى ان الامر بين الجزائر و المغرب و انه صراع اقليمي حول زعامة المغرب العربي و ما الى ذلك من الخزعبلات التي يروج لها المخزن و تجعلها انظمة صفه حجة لنكران الحق الصحراوي البين ، اذا ما انقلب السحر المغربي هذه المرة عليه و اعلنت الجزائر حربها السياسية و الاعلامية و حتى العسكرية على المغرب فعلى ماذا سيراهن المغرب ؟ هل هناك دولة واحدة في افريقيا خاصة و العالم العربي يمكنها ان تعلن دعمها للمغرب على حساب الجزائر ؟ ما ينفع المغرب لحد الان في كسب تأييد بعض الانظمة العربية هو غض طرف الجزائر لحد الأن ان تكون طرفا للصراع معه .
حرب النظام المغربي مع الشعب الصحراوي و جبهته و ممثله الشرعي البوليساريو ، و ما المراوغة و سياسة الهروب الى الأمام الا دليل انسداد الافق و الفشل ، و ما دام المغرب لا يفكر في العودة الى فضيلة الحق و منح الصحراويين سليما حقهم في تقرير مصيرهم فإن اي تصعيد من طرفه سيبقى في صالح الشعب الصحراوي الذي قبل بالسلم و لم يجني منه لحد الان غير عقدين من زمن الانتظار المقيت و الحسرة لنهب المغرب الثروات الصحراوية ببشاعه و استغلال مفرط و زرع الالغام و بماء جدران الفصل و احكام الحصار باشكاله على سكان الأرض المحتلة.
مرحى بالتخبط المغربي المعجل بالحل و عودة الأرض لأهلها ، فالحرب لا تخيف الشعب الصحراوي المقاوم كما لا تخيف بتاتا ورثة ثورة الفاتج من نوفمبر و احفاد الأمير عبد القادر .