لقي ملايين الأشخاص حول العالم حتفهم من دون ضرورة بسبب أنواع من السرطانات كان يمكن علاجها عن طريق العلاج الإشعاعي، بحسب ما أكده أطباء.
وتشير إحصائيات جديدة إلى أن نحو 9 من بين كل 10 أشخاص في الدول ذات الدخل المنخفض لا يتمكنون من الحصول على الإعلاج الإشعاعي.
وحتى في الدول ذات الدخل المرتفع التي تتوفر فيها المراكز العلاجية، يحذر خبراء من أن هناك نقص في المعدات والأطقم المدربة.
وتعرض هذه البيانات في المؤتمر الأوروبي للسرطان المنعقد حاليا في فيينا.
وأعدت مجموعة من الخبراء الدوليين البيانات ضمن لجنة جديدة بهدف زيادة فرص الحصول على العلاج الإشعاعي على مستوى العالم.
وقال البروفيسور ريفت أتون، من جامعة هارفارد بولاية بوسطن في الولايات المتحدة، إن هناك سوء فهم كبير في أن التكاليف الباهظة في تقديم العلاج الإشعاعي هي التي جعلته بعيدا عن متناول الجميع باستثناء الدول الغنية.
وأضاف: "عملنا من خلال اللجنة يظهر أنه لا يمكن توفير هذه الخدمة الضرورية وتقديم علاج عال الجودة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط فحسب، بل يظهر كذلك أن تعزيز قدرة العلاج الإشعاعي استثمار مجد وفعال للغاية من حيث تكلفته".
ويحتاج ما يصل إلى 60 في المئة من مرضى السرطان إلى علاج بالأشعة في مرحلة من المراحل.
ويمثل هذا عنصرا ضروريا في علاج غالبية أمراض السرطان، من بينها سرطانات الثدي والرئة والمثانة.
ووفقا لتقرير اللجنة، فإن عدد مراكز العلاج الإشعاعي والمعدات والأطقم المدربة في الدول ذات الدخل المرتفع، من بينها المملكة المتحدة وكندا وأستراليا، غير كاف.
وقالت اللجنة، في إفادات نشرتها مجلة "لانسيت" المتخصصة في علم الأورام ، إن تحسين سبل الحصول على العلاج الإشعاعي لمرضى السرطان في الدول ذات الدخل المنخفض والمرتفع يمكن تحقيقه بحلول عام 2035 باستثمار تبلغ قيمته 184 مليار دولار (121 مليار جنيه إسترليني).
وأعد تقرير اللجنة الذي عرض في المؤتمر مايكل بارتن، أستاذ علاج الأورام بالإشعاع في جامعة نيوساوث ويلز.
وقال بارتن: "إن توفير العلاج الإشعاعي لكل الفئات والدول سيؤدي إلى فوائد صحية إيجابية في إنقاذ مرضى السرطان وتحسين حالتهم الصحية وتحقيق فوائد اقتصادية إيجابية للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط الدخل حول العالم".