سجل علماء الأعصاب أول مقطع فيديو لإحدى الذبابات القاتلة وهي تنقض على فريستها في الهواء.
وكان العلماء يبحثون في التوقيت الذي تختاره الذبابة للانقضاض.
ويبدو أن الذبابة لا تمتلك مهارة تقييم حجم الهدف لذا، تستخدم خطة تعتمد على سرعة مرور الفريسة.
وتمكن الباحثون من خداع الذباب للتوجه نحو فرائس كبيرة الحجم، لكنها بعيدة وسريعة الحركة أكثر من المتوقع.
ونُشرت التجارب في دورية "المخ، والسلوك، والتطور"، واعتمدت على نوع من الذباب الشديد المهارة في الانقضاض على الحشرات الطائرة، يستخدمه المزارعون أداة للتحكم البيولوجي في الحشرات.
وقالت الدكتورة بالوما غونزاليز- بيليدو، التي بدأت الدراسة، إن الذبابة لم يبد أنها مهتمة بمقاييس لاختيار الفريسة، "فهي تنقض على الفرائس البطيئة، والسريعة، والبيضاء، والسمراء".
لكن الذبابة لا تنقض على كل الفرائس بشكل عشوائي، فكيف يتلقى المخ التعليمات؟
ويمكن لبعض الحشرات المفترسة تقدير حجم الفرائس، باستخدام معلومات لمعرفة المسافة بينها، وحساب الحجم تباعا، قبل الانقضاض. ومن أمثال ذلك حشرة اليعسوب، التي تمتلك أعينا ومخا أكبر من الذبابة محل الدراسة.
واختبرت غونزاليز- بيليدو مدى استطاعة الذبابة القيام بحسابات مماثلة.
وسُجلت التجربة باستخدام آلتي تصوير لمراقبة حركة الذبابة. وعرض الباحثون على الذبابة فرائس بمختلف الأحجام والسرعات، ومن بينها الفرائس المعتادة.
واتخذت الذبابة بعض القرارات السيئة، إذ حاولت الانقضاض على حشرات تكبرها حجما، وهي أخطاء مشابهة لما رُصد من سلوك الذبابة في المعمل.
تفكير سريع
وبدا أن الذبابة غير قادرة على تمييز حجم الفريسة، فاختبر الباحثون عوامل أخرى، من بينها طريقة تقدير الذبابة لحجم وسرعة الفريسة، ومسافة بعدها عنها.
واكتشف الباحثون أن ثمة نسبة معينة بين الحجم والسرعة، عادة ما تحفز الذبابة على الانقضاض.
وترجع هذه الطريقة البسيطة إلى أن مخ وأعين الذبابة لها أحجام صغيرة، وكذلك السرعة الشديدة في اتخاذ القرار. واستهدفت الذبابة فرائس على بعد ثمانية سنتيمترات، في أقل من 0.4 ثانية.
كما أظهرت التجارب أن الذبابة يمكنها التعرف على الأهداف المتناهية الصغر، وهو ما يحفز عدسة واحدة في عين الذبابة المركبة.