مثلت خلال الأسابيع الأخيرة سلسلة التلال الرملية الواقعة على أجزاء واسعة من طريق (تكنت - المذرذرة) بولاية اترارزة جنوبي موريتانيا، فرصة لعشرات الأسر التي تلجأ لها مع ساعات المساء، للاستمتاع بمناظر الأودية الخضلاء المحيطة بها، واستنشاق الهواء النقي بالنكهة الخريفية .
وتقوم الأسر بمرافقة أبنائها وبعض المقتنيات المنزلية الخفيفة لاحتساء الشاي وتناول اللحم المشوي، خاصة أثناء ساعات المساء وأحيانا طوال ساعات اليوم، فيما تقوم أسر أخرى بالمقيل تحت ظل الشجر الواقع وسط مساحات خضراء .
وتقول مريم منت الهيبة إنها جاءت للاستجمام والراحة وتمكين أبنائها من اللعب والتعرف على البادية وما تتميز به من جمال، مشيرة إلى أنها تقطن فترة العطلة في مدينة تكنت، وتقوم رفقة زوجها وأبنائها الثلاثة أيام العطلة الأسبوعية بالتوجه إلى التلال الرملية الممتدة شمال قرية المبروك 20 كلم جنوب شرقي تكنت، كما يفضلوا أياما أخرى المقيل في منطقة "الصدره البيظه" .
من جهته يؤكد الشاب محمد ولد يسلم أن هذه المناظر الخلابة للمطقة استدرجته هذا العام كما هو العام الماضي، للجوء لها رفقة عدد من أصدقائه، حيث يقومون غالبا بشراء خروف وشوائه وقضاء ساعات من الراحة تتخللها أحاديث أدبية وترفيهية، وأحيانا لعبة الرماية، قبل العودة مساء إلى أدراجهم .
وقد مثلت حركية الباحثين عن الاستجمام نشاطا اقتصاديا على طريق المذرذرة، خاصة بين بائعي الأغنام والفحم واللبن، والمحال التجارية الصغيرة الواقعة على الطريق .
وتقول الشريفة منت بدَّ (ربة أسرة) إن "الأسر تلجأ إلى هذا المكان بحثا عن شيء من الراحة والهدوء بعيدا عن صخب المدينة وضوضائها، ففيه يجد الكبار جوا لطيفا وطبيعيا، كما يوفر للأطفال فضاء للفسحة واللعب، في ظل غياب متنزهات في المدينة .