تحتضن حاليا مدينة كيفه بالشرق الموريتاني أعمال ملتقى تكويني لمراجعة برنامج ترقية التخلي عن الخفاض، وذلك بعد مرور عقد من الزمن على إطلاق حملات التوعية على يد الحكومة ومنظمات المجتمع المدني، من أجل مكافة الظاهرة المنتشرة بين عدد كبير من المجتمعات في ولايات الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابه وتكانت وغيدماغه وكوركول.
ورغم الحملات المستمرة تشير عدد من التقارير إلى أن ظهرة ختان الإناث ما تزال تمارس في موريتانيا، تارة بسبب التقاليد وتارة أخرى باسم الدين رغم أن المذهب المالكي السائد في البلاد يرفضه .
ويهدف الملتقى الحالي الذي تدوم أعماله ثلاثة أيام إلى مراجعة برنامج ترقية التخلي عن الخفاض الذي يهتم بصحة المرأة والطفل وتحديد نقاط القوة والضعف فيه وإبراز أهم المشاكل التي تعيق تنفيذه .
وتقول منظمات ناشطة في المجال إن ما فاقم من انتشار هذه الظاهرة هي نظرة المجتمع؛ فالنسوة اللاتي يخضعن للختان يتمتعن بتقدير كبير لدى المجتمع السوننكي الموريتاني، "على اعتبار أنهن يقدمن خدمة للمجتمع بتطهير البنت من النجس" .
وتشير هذه المنظمات إلى أن الإحصائيات التي تقدمها منظمات المجتمع المدني تبدو صادمة جدا، ففي السنوات الأخيرة "وصلت نسبة انتشار ختان الإناث إلى 70 % خلال عام 2011 في ولاية غيدي ماغا عموما، لكن النسبة ترتفع في مجتمع السوننكي لتصل إلى 98 %، أما في ولاية غوركول حيث تتعايش قومية السوننكي مع قومية البولار وصلت النسبة إلى 97 %، مع تسجيل بعض الحالات في أوساط مجتمع البيضان (العرب)" .