انقشع الغبار عن معركة البناء غير البناء التي يدعي نظام عزيز أنه قام بها وظهر أن كل ذلك سراب بقيعة يظنه الواهنون بناء وتنمية حتى إذا وقفوا على حقيقته لم يجدوا شيئا، وظهرت لهم الحقيقة المرة وهي أن هذا النظام نظام شخصاني كل همه خدمة مجموعة من العساكر مهووسون بحب السلطة،
وأن موريتانيا كانت مشروع دولة قبل انقلابات العسكر وأنها منذ توالت عليها هذه الانقلابات المشؤومة أصبحت وأمست وصارت مدجنة دواجن شعبها لا دور له في الحياة، ويقاد من طرف نخبة منافقة هدفها إشباع رغباتها المادية الحقيرة عن طريق الوظائف والمسؤوليات الوهمية والمشاريع التي لا مردودية لها على المواطن ولا أثر لها على أرض الواقع، هذا مدخل للموضوعن والحقيقة أن النظام يتخبط في أزمات متعددة يراها المراقب العادي أحرى المطلع على خبايا الأمور، وسنذكر ذلك بشيء من التفصيل في النقاط التالية:
الأزمة السياسية: أفلس النظام في خطابه السياسي وظهر وجه الدميم في هذه الناحية فهو قائم على الزبونية والولاء المشروط وغير المشروط، فالطبقة السياسية هشة وتعيش انفجارا على المستوى البنيوي والقيادي والمواطن فقد الثقة في الطبقات السياسية ولذا كثرت الانسحابات والانشقاقات في هذه الأحزاب كما كثرت المبادرات المستقلة غير المنتمية لأي إطار حزبي أو توجه سياسي تقليدي، فمجلس الشيوخ تجاوز فترة صلاحياته منذ أربعة سنوات أو خمس ولم يجدد فهو فاقد الشرعية ومع ذلك مازال يشرع للشعب والشعب لم يخوله ذلك فرواتب أعضائه مسروقة من أموال الشعب وتحايل على إرادته كما أن النظام يعاني من أزمة ثقة من الشركاء السياسيين وما أزمة الحوار وتذبذب مساراته وشد الحبل مع المعارضة إلى خير شاهد على ذلك، فالمعارضة لا تريد أن تلدغ من جحر واحد للمرة الثانية أو الثالثة كما تقول... مما جعل النظام يحاور نفسه ويجعل الأزمة السياسية تراوح مكانها دون حلحلة.
الازمة الاقتصادية: الازمة الاقتصادية تلوح في الأفق فقد انكشف زيف الأرقام التي يعلنه النظام فقد بلغت نسبة الفقر 71% حسب احصاءات أممية مما يعني أن ثلاثة أرباع الشعب يعيشون فقرا مدقعا، كما أن الدولة أصبحت تسرق أموال الشعب جهارا نهارا وما بيع الوقود بأسعاره القديمة رغم انخفاض سعره عالميا بأكثر من 50% إلا مثالا حيا على ذلك.
الأزمة الاجتماعية: يعاني الشعب من تصدع في جدار وحدته الوطنية لما يقوم به النظام من تغذية الفرقة عن طريق اللعب على تنوع مكونات الشعب الموريتاني فمرة يستقبل شيوخ سوننكه ومرة يسمح بترشح لرئاسة لمن يعتبره البعض ممثلا لتيار عنصري ومرة يعين أشخاصا لحراك لمعلمين وهلم جرا مما يزيد طائفية وتشرذم المجتمع، فالنظام لم يكلف نفسه عناء البحث الحقيقي لما يحتاجه الشعب الموريتاني من رد اعتبار لبعض الشرائح والتمييز الايجابي الفعلي للطبقات الهشة حتى تلحق بالركب، ومشكلة الإرث الإنساني تراوح مكانها فإخوتنا الزنوج وضعوا في كانتنات وتركوا للمنظمات الإنسانية التي هي مشغولة بمآسي أكبر.
الأزمة الأمنية : يعاني المواطن من تفشي الجريمة وعدم الضرب بيد من حديد على أيدي المجرمين حتى أنه صار يقتل المواطن بغرض الحصول على هاتف محمول أو مبلغ زهيد، ويطلق على الآخر النار بسبب برتقالة من المندرين وكأن البلاد عادة لمرحلة السيبة فلا قانون ولا سلطة ولاهم يحزنون.
الأزمة الإعلامية: أكبر إنجاز يفتخر به النظام وشهدت له به منظمات دولية هو المجال الإعلامي وتحرير الفضاء السمعي البصري لكن هذا المجال بدء يشهد تراجعا مشهودا، فقد ضرب صحفيون واعتديت على ممتلكاتهم وتم توقيف بعض البرامج في بعض الإذاعات، بيانات "الهابا" المحذرة من استغلال المساحة المتاحة من الحرية ومحاولتها تحديدها وتحجيمها بتخويف الصحفيين من توقيف برامجهم بل وتهديدها بإحالتهم إلى العدالة، وأي عدالة.
وأزمة التعليم وفشله وسنته التي أعلنها النظام وقد انقضت بدون أي إصلاح وأزمة الصحة وأزمة العدل والعدالة.
عزيزي القارئ، ألست معي أن كل ما وعد به رئيس الفقراء هو زيادة فقر الشعب؟ وأن ما وعد به هو سراب بقيعة يظنه المغفل بناء وتنمية حتى إذا جاءته حقيقته لم يجده شيئا .