أحمد بن ركاض العامري يدير معرض الشارقة الدولي للكتاب منذ سنوات، حديثه عن الثقافة حديث شيق وممتع بالنسبة له، كلما يطربه أن يرى الكتب مترافة على مد البصر، فلا يقضي ساعة إلا وزار المعرض وتجول فيه، كأن حياته أصبحت متعلقة بالكتب.
زارته الشروق ميديا في مكتبه وأعدت معه اللقاء التالي:
الشروق ميديا: بداية مالذي تعنيه لكم هذه الجملة "معرض الشارقة الدولي للكتاب"
أحمد بن ركاض العامري: معرض الشارقة الدولي للكتاب هو رسالة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى صاحب الشارقة، هي رسالة التآخي، والتبادل الثقافي، ونقل الثقافة، ونقل الفكر العربي والعالمي ونشر الإسلام الوسطي، هي رسالة الإخاء والانفتاح على الطرف الآخر، أيضا هي رسالة الفكر الظلامي.
فاليوم معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد من أهم ثلاثة معارض على مستوى العالم، بمشاركة 1547 دار نشر حول العالم، من 64 دولة في العالم تقدم أكثر من مليون ونصف عنوان حول العالم في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
اليوم المعرض يخطو خطوات ثابتة في نشر الثقافة الفكر المتزن والترويج للتبادل الثقافي والانفتاح على الطرف الآخر.
الشروق ميديا: مالذي يميز السنخة 34 عنسابقاتها؟
أحمد بن ركاض العامري: هذه النسخة تعد هي الأكبر والأهم والأكثر تميزا أولا من ناحية الدور المشاركة حيث وصلت إلى 1547 دولة وثانيا وجود أكثر من ألف فعالية ثقافية متنوعة، وجود ركن للتواصل الاجتماعي، وجود ركن خاص بالكتب المصورة التي تسمى بالكومك، وجود كتاب وأدباء من مختلف دول العالم، يشاركون في المعرض الدولي للكتاب.
الشروق ميديا: هل يعتبر المعرض سوق حرة لبيع جميع الكتب، أم هناك رقابة لبعض الكتب التي لا يجوز بيعها هنا؟
أحمد بن ركاض العامري: لا توجد أية رقابة على الكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب، هو معرض منفتح على الطرف الآخر ونحن نحارب الفكر بافكر، ولا نحاربه بالمصادرة، فاللحظة التي فيها أنا أمنع وأصادر كتابا لا يزن شيئا سأجعله يوزن بالذهب.
الشروق ميديا: مالذي ستقدمونه للطفل في فعاليات هذه النسخة:
أحمد بن ركاض : وجود فعاليات متنوعة، وفرص متاحة للتعلم والاستفادة، وإيصال المعومة بطرق متعددة من خلال الفعاليات الكثيرة والمختلفة، من خلال ركن التواصل الاجتماعي، ومعرض كتب رسوم الأطفال، فمن أصل 1000 فعالية ثقافية هناك 600 فعالية ثقافية مخصصة للطفل.
الشروق ميديا: ما هو اهتمام الإمارات بشكل عام والشارقة بشكل خاص بعنصر بالمرأة وتشجيعها على القراءة والمطالعة والتأليف؟
أحمد بن ركاض العامري: المرأة جزء لا يتجزأ من المجتمع وهي مكملة لأي مجتمع، المرأة تلعب دورا مهما في إيصال رسالة، نحن فريق عملينا يتكون من النساء والرجل يدا بيد، لا فرق عندنا بين ذكر وأنثى، فاليوم نعمل كفريق واحد، والمرأة اليوم وضعت بصمتها في الثقافة والأدب، هناك شاعرات وأديبات وكاتبات، كثير من ضيوفنا نساء يشاركن في الجهد الثقافي وإيصال هذه الرسالة، اليوم المرأة هي المحور الأساسي في الحياة وهي الأم المربية للأجيال فوجودها مهم في الساحة الثقافية.
الشروق ميديا: هل ترون أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت إيجابية على القراءة والنشر؟ أم أنها حطمت كل القيم النشرية المعهودة وشغلت القارئ العربي عن قراءة الكتب؟
أحمد بن ركاض العامري: التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، فأحيانا تصلنا رسائل لا نعرف من كاتبها، هل هو فعلا هذا الشخص المكتوب في المصدر أم هي مزورة عليه، فبالأمس كانت وقعت حادثة أن شخصا يدعي أنه من عائلة معينة، والآن في دولة من الدول ومحتاج إلى مبلغ من المال، يعني صارت هذه المواقع في كثير من الأحوال نصب واحتيال يستغلها بعض الناس للاحتيال فقط، أنا أجبتك على سؤال بمثال غير مباشر.
ولكن في المقابل نحن نوظف هذه المواقع في إيصال رسالة الكتاب ونشر الثقافة والفكر والوعي، فالهاشتاغ الذي نستخدمه للترويج للمعرض في اليوم الأول فقط شارك فيه 6 مليون، هذا هو توظيفنا لمواقع التواصل الاجتماعي في إيصال رسالة الكتاب، نحن نتحاور، هناك لعبة موجودة على الانترنت لبناء مكعبات تسمى "المايكرافت" الهدف منها هو إشغال الأطفال بشكل الكتاب وبنائه، نريد من الطفل قبل الراشد أن يعيش مع الكتاب ويألفه حتى يشب عليه.
الشروق ميديتا: في ظل انتشار الثورة الألكترونية، هل أنتم مع النظرية القائلة بأن الكتاب الورقي سيكون جزءا من التاريخ؟
أحمد بن ركاض العامري: لا أبدا الكتاب الورقي لن يكون جزءا من التاريخ، فقبل قليل كنت أتحدث مع أحد مديري دور النشر فقال لي سوق الكتاب الرقمي توقف، أو وصل حد الذروة، يعني الإقبال عليه ليس بالإقبال الذي يوصف.
الشروق ميديا: الكتاب الألكتروني أصبح متاحا ومتوفر على الانترنت حتى بدون شراء؟
أحمد بن ركاض: هذه قرصنة ونحن لا نؤيدها إطلاقا، فمثلا أنت كاتب وشاعر ـ فلا أتوقع أن هناك موريتاني ليس كاتبا أو شاعرا فموريتانيا بلاد المليون شاعر ـ وأنت كشاعر كتبت قصيدة هل يرضيك أن يستغل أحد قصيدتك باسمه؟ هل يرضيك تعب السنوات التي قضيتها وأنت تؤلف كتابا أن يسرق كتابك ويشترى ويباع وأنت لا تستفيد منه.
في الولايات المتحدة فرضت رقابة على الشركات التي تبيع عن طريق الانترنت، ونحن هنا نحارب القرصنة ونحارب سرقة الملكية الفكرية في معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأي دار نكتشف أنها سرقت ملكية فكرية لن نسمح لها بالمشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب.
الشروق ميديا: أخيرا تم استحداث جائزة للترجمة مالهدف من هذه الجائزة؟
أحمد بن ركاض العامري: الهدف من هذه الجائزة هو نشر الثقافة العربية للعالم، هي جائزة موجهة لدور النشر الأجنبي كي ينقلوا ثقافتنا نحن وما لدينا وما عندنا.