الشروق ميديا - موريتانيا: يتسابق السكان والسياح في موريتانيا للقيام بعمليات صيد جائر للغزلان والأرانب والثعالب، وفي مواقع التواصل الاجتماعي عرض متواصل لصور اصطياد الحيوانات المهددة بالانقراض في البلاد .
وفي الوقت الذي تحاول فيه الحكومة تطوير السياحة وتعويض تواضع الإمكانيات السياحية باستغلال البيئة والجو الصحراوي وتنظيم رحلات القنص والسفاري والمغامرات الرياضية، فوجئت باستغلال مفرط وقنص عشوائي للحيوانات البرية، أدى إلى انقراض عينات كثيرة وندرة البعض الآخر.
وبالنظر لاتساع المجال الجغرافي لممارسة الصيد البري وانعدام الرقابة وانتشار الأسلحة، تبقى الصحارى الموريتانية تحت رحمة الصيادين المهووسين بصرع كل ذي أربع يلوح لهم أرضاً.
قنص دون قيود
ارتفع الإقبال على هواية الصيد في موريتانيا في السنوات الأخيرة بسبب تطور هواية الرماية في أوساط الموريتانيين وعروض الشركات السياحية التي تغري السياح بالاستمتاع بالجو الصحراوي الأصيل والتقاط الأنفاس في أحضان الطبيعة التي لم يعبث بها الإنسان، وممارسة القنص البري دون قيود.
ومن أكثر الحيوانات تعرضا للصيد الجائر في موريتانيا الأرانب والغزلان والخنازير والثعالب والطيور. وإذا كان قنص الخنازير والثعالب يدخل في إطار التفاخر والتباهي من خلال التنافس بين الصيادين على مطاردة هذه الحيوانات النادرة وإبادة الحياة البرية، فإن المعتقدات الشعبية تتسبب في صيد أنواع أخرى من الحيوانات وبكميات كبيرة، حيث يسود اعتقاد بين الموريتانيين أن لحوم الأرانب البرية تعالج العجز الجنسي وتقضي عليه في فترة لا تتجاوز شهرا واحدا، كما أنهم يعتقدون أن تناول لحوم الغزلان والطيور يعالج أمراض السكر وارتفاع الكوليسترول والتوتر العصبي .
خطر الإبادة
ويحذر الباحثون من استمرار تجاهل خطر الانقراض الذي تتعرض له الحيوانات البرية في موريتانيا، ويطالبون بحماية التنوع الحيواني والأنواع الأكثر عرضة لخطر الانقراض، بتقنين القنص وإعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض في أماكن تواجدها، وزيادة وعي المجتمع بالتربية البيئية، وانخراط وسائل الإعلام في عمليات التحسيس لكبح جماح الصيد البري.
وكانت موريتانيا قد أصدرت قبل عامين قرارا "متأخرا" يحظر كافة أنواع القنص البري دون استثناء، لكنها لم تراقب الصيادين. وظل هذا القرار، الذي يعتبر الأكثر تشددا في تاريخ تقنين الصيد البري في البلاد، حربا على ورق .