الوطنية حسب الموسوعة الحرة "ويكيبيديا" هـي "مصطلح يستخدم للدلالة على المواقف الإيجابية والمؤيدة للوطن من قبل الأفراد والجماعات"؛ لكن مظاهر الوطنية في موريتانيا في أزمان الحرب وفي أوقات العافية تحتكر إلصاقها أو إطلاقها 7 جهات، وقد تكون –أيها القاريء- من بينهم إذا .
1) إلتحقت ببلد أجنبي يريد إلتهام موريتانيا؛ ثم وجدت أن لا أحد يستطيع أن يصفك بالخائن لأنك ابن "خيمة أكبيرة".
2) أن تشكل جيشا للسطو المسلح على مختلف أقاليم موريتانيا؛ ويسجل التاريخ عليك تصفية أبناء الجمهورية.. ثم لا أحد يقدر أن يقول للأحفاد أنك مجرد "مرتزق" على حساب بلدك.
3) أن تلتحق بالجماعات الجهادية في مالي وأفغانستان وليبيا وتنخرط في خلايا الحادي عشر من سبتمبر؛ ولا أحد يستطيع أن يدين سلوكياتك بوصفك إرهابيا.
4) أن تمزق جواز سفر بلدك وتدوس العلم؛ وتحقر أحلام شعبك ثم تلف بلدان الجوار قبل أن تعود فتستقبلك القبيلة بالتبجيل والاحتفاء بعدها تصير نجما سياسيا وإعلاميا.
5) أن تتوسـل "الخلايجة" أموال زكاتهم بقصد بناء مسجد أو تشييد محظرة أو كفالة يتيم أو رعاية مسن، ثـم تستثمرها في التجارة ووكالات الحج ونشر السلفية أو ترسيخ مكانة اجتماعية آو سياسية.
6) أن تستولي على أموال مستثمر أجنبي ثم تصيـر ممونا رئيسيا لإحدى القطاعات الحكومية باعتبارك صاحب رأس مال "حلال"!.
7) أن تبايع على الملاء رئيس دولـة أجنبية على السمع والطاعة؛ ثم تعود للتسكع بسلام بين الموريتانيين.
في المجتمعات الطبيعية؛ تعني الوطنية أن الشخص كذا يعد من اشد المتشددين بالوطن كما يمكنه أن يقدم نفسه دفاعا عن الوطنية أو الوطن فهـو يفتخر بالإنتماء له وهو يعتز لكونه وطنيا، و"في التاريخ ذكر لبطولات جسدها وطنيين دافعوا عن الوطن وسجلهم التاريخ ولم يطوي صفحاتهم بل خلدوا في التاريخ وأصبحوا قاده عظماء يفتقدهم الجيل ويحتفل بمراسيمهم التاريخية والأعياد التي تذكر بطولات هؤلاء"
لكن في موريتانيا تحتكر الفئات السبعة التي أشرنا إليها أعلاه مفهوم "الوطنية" كما تحمل "الوطن" في حقائبها أو تاسَفْرَتْها، ولكن الأخطر هو أن الفئات إياها هي التي تشيع في أقوالها وعبر محيطها أن علانا أو فلانة وطنية، وبالتالـي هم وحدهم من يستطيع أن يجيب على السؤال من هو الوطني؟ من هو العنصري؟ من هو الخائن؟ ومن هي الوفية لحبيبها؟
عجبــي!
الكاتب عبيد ولد إميجن