في 28 احتفل الموريتانيون بعيد الاستقلال كانت هذه المرة في العاصمة الاقتصادية انواذيبو التي كما قال تقي الله الأدهم "أخذت زخرفها وازينت" لكن ياتقي الله بعد مغادرة الرئيس مباشرة عادت المدينة إلي كآبتها .. وبقيت القمامة والأوساخ منتشرة في كل مكان.
لن أعلق على الموضوع فذلك أمر يدركه الجميع وما يهمني هنا هو أن أسجل أن الاستحقاق الوطني أصبح بسيط جدا إلي درجة تجعل كل من هب ودب يستحق هذا الوسام.
لقد كان اليونان القدماء يمنحون أبطالهم أكاليل وتيجاناً، وكان الرومان يقدمون قلائد وأطواقاً وشارات شرف، تكريماً للقادة المنتصرين في الحملات العسكرية.
فتخيلوا أن نمنح نحن أعدادا كبيرة من الأوسمة الوطنية لمن لا يقدرونها .. وفي مناسبة كبيرة كاحتفالات عيد الاستقلال .. فد قسمت أوسمة وطنية من مختلف الدرجات على وزراء سابقين وحاليين ورجال اعمال ليس لأحدهم إنجازا حتى سيارة لحمل الموتي وجنرالات أحيلوا إلي التقاعد ولم يقدم أحدهم حتي بحثا معمقا في مسألة حتى في طريق البيع والشراء التي يجيدونها.
لقد قامت الدولة من حيث لا تدري بتمييع موضوع التكريم وأفرغت الأوسمة الوطنية من رمزيتها وشحنتها المعنوية، فالتوشيح يختلف عن التكريم والمكافأة، وقد كان بالإمكان تكريم كل هذه الكوكبة بمبالغ مالية قد يكونون في أمس الحاجة إليها ويفضلونها على الأوسمة، على أن تترك الأوسمة للأعمال الوطنية الكبري مثل التضحية والشجاعة والذود عن حياض الوطن بإقدام ونكران ذات وإنجاز أعمال عظيمة تخدم المجموعة الوطنية.
الأوسمة يجب أن تترك لأعمال خارقة ولأشخاص غير عاديين ولتضحيات هائلة من أجل الوطن.. من المنطقي أن نمنح أوسمة للضابط الشهيد الذين ضحوا بأرواهم ذائدين عن حياض الوطن للذين رفضوا أن يديروا ظهرهم للزحف يجب أن تكون لأوسمة لمن جاهد ونافح وقاتل ببسالة وشجاعة وتضحية ونكران ذات حتي الشهادة من أجل أن تظل حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية محفوظة ومن أجل أن يظل شعبها آمنا مطمئنا.. أما أن نمنح وسام الاستحقاق الوطني لمن قد يكونون لا يعرفون قيمته (..)، فذلك فساد ما مثله فساد.
دعونا لا نطيل.. دعوا الأوسمة الوطنية لمن كانت هجرته إلي الله ورسوله وإلي التضحية من أجل الوطن.. وامنحوا الإكراميات المادية لمن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها ...، فهؤلاء يفضلون التكريم المادي، أما الآخرون فحقهم علينا أن نكرمهم معنويا ورمزيا بأوسمة الاستحقاق الوطنية، وفك الارتباط بين هؤلاء وأولائك فرض عين على من في قلبه مثقال ذرة من الوطنية.
الكاتب عبد الله محمدو