في ندوة لمركز أمجاد : كتابات ولد آحمد مسكة تثير نقاشا ساخنا بقصر المؤتمرات

اثنين, 2014-09-01 22:23

في ندوة ثقافية نظمها مركز أمجاد للثقافة والإعلام مساء أمس بقصر المؤتمرات الدولية بنواكشوط ، وحضرتها نخبة هامة من الشخصيات الثقافية والسياسية  تحدث في البداية رئيس الندوة الوزير الأول السابق الدكتور محمد الأمين ولد أكيك عن الإشكاليات الجديدة التي يثيرها الكتاب الصادر مؤخراً في باريس للأستاذ أحمد باب ولد أحمد مسكة حول نهاية الإستعمار في افريقيا ومسؤولية أوروبا في هذا المجال ، متحدثا عن الأدوار المختلفة التي كان فيها المؤلف رائدا في التأسيس للحركة الوطنية في موريتانيا منذ تأسيس حركة النهضة عام 1958 التي كان باب مسكة أحد زعمائها الكبار الى جانب رئيسها الراحل بوياكي ولد عابدين
بعد ذلك أعطى الوزير الأول السابق ولد أكيك الكلمة لرئيس مركز أمجاد للثقافة والإعلام الكاتب الصحفي سيدي ولد أمجاد لافتتاح هذه الندوة باسم المركز ، حيث قال ولد أمجاد إن هذه الندوة تأتي في سياق اهتمام المركز بالإصدارات الجديدة في المكتبة الموريتانية ذات العلاقة بالخطاب الفكري والممارسة السياسية في موريتانيا ، مشيرا الى أبرز القضايا في كتاب أحمد باب مسكة مثل إشكالية الربيع العربي وترقب وهاجس الربيع الإفريقي والدولة الكولونيالية وآثار الإستعمار بموريتانيا في الإدارة والثقافة والحكامة بموريتانيا
وقد شارك في هذه الندوة الثقافية لمركز أمجاد نخبة من الشخصيات الثقافية والسياسية وهم :
- الوزير الأول السابق الدكتور محمد الأمين ولد أكيك : قدم في البداية تحليلا معمقا لإصدار ولد أحمد مسكة الجديد وتأثيره في المكونات السياسية والثقافية عبر تاريخ الحركة الوطنية في موريتانيا
- الدكتور والشاعر المعروف ناجي محمد الإمام : قدم  شهادة عن ولد أحمد مسكة المفكر والسياسي ومحطات مختلفة من تجربته في الحياة الثقافية في اوروبا والعالم العربي
- الدكتور ددود ولد عبد الله أستاذ التاريخ الثقافي بجامعة نواكشوط وتناول مفهوم الفكر السياسي عند الإمام الحضرمي قاضي مدينة آزوكي التاريخية  وعلاقة ذلك بمفهوم الدولة في كتاب أحمد باب ميمة
- الأستاذ محمد المامي ولد أحمد بزيد ولد الشيخ محمد المامي وتحدث في مداخلته عن دعاة الدولة المركزية بين الشيخ محمد المامي وأحمد باب ولد أحمد مسكة 
-الوزير والسفير السابق الشيخ أحمد ولد الزحاف والذي قدم قراءة نقدية في الكتاب من زاوية الإشكاليات السياسية والفكرية فيه مثل مفهوم الإقطاعية والعبودية وأزمة النخبة الثقافية بعد الإستعمار وتداعيات التخلف والتنمية في افريقيا خاصة جنوب الصحراء
-مهلة بنت أحمد وزيرة الثقافة خلال المرحلة الإنتقالية الأولى وتناولت في ورقتها الوجه الآخر لشخصية أحمد باب ولد أحمد مسكة الشاعر والأديب والإنسان مستعرضة تأثير الرجل في الحياة الثقافية الموريتانية على مدى أجيال مختلفة 
- الدكتورة عيشة بنت الحسن أستاذة اللغة الفرنسية بجامعة نواكشوط : أبرت في مداخلتها القيمة المعرفية والفكرية لهذا الكتاب وتركيزه على مسؤولية أوروبا عن تخلف القارة الإفريقية وتراجع أداء النخب الوطنية فيما يتعلق بالحكم الرشيد والهوية والإستقلال الحقيقي
- الأستاذ محمد عبد الله بليل الناشط في مجال المجتمع المدني وحقوق الإنسان : استعرض في مداخلته أهم فصول هذا الكتاب والأسئلة الكبرى البارزة فيه مثل ما العمل في مواجهة مخلفات الإستعمار وتركته الثقافية الثقيلة في مجالات اللغة والإدارة والتعليم والحكامة ، مضيفا في هذا المحور محطات هامة من تاريخ الوعي الوطني والسياسي في موريتانيا قبل وبعد حزب النهضة والتي كان المؤلف باب مسكة حاضرا فيها بقوة
أما صاحب الكتاب الدكتور أحمد باب ولد أحمد مسكة فقد رد في مداخلته على المشاركين في هذه الندوة بالتأكيد على أن رؤيته الموضوعية في هذا العمل كانت تنصب أساسا على إثارة جملة من الأسئلة الملحة حول مسارات ومآلات الوعي الثقافي والسياسي الموريتاني بين الأمس واليوم فيما بتعلق بتصفية الإستعمار من افريقيا عموما وموريتانيا خصوصا مضيفا أن هذا الطرح ما زال بحاجة الى النقاش خصوصا حول الربيع العربي ونتائجه ، حيث يرى الرجل ان المرحلة القادمة هي ما أسماه الربيع الإفريقي لكن كيف ولماذا هذا هو السؤال الآن
الندوة تميزت بحضور مختلف ألوان الطيف السياسي في البلاد من معارضة وموالاة من خلال العديد من الوجوه البارزة مثل رئيس المنتدى الوطني للديموقراطية والوحدة الشيخ سيد احمد ولد باب مين ونائب رئيس التكتل محمد محمود ولد لمات والأمين العام لاتحاد قوى التقدم محمد المصطفى ولد بدر الدين واشريف الطاهر محمد محمود نائب رئيس حاتم  وقيادات ووجوه سياسية في الأغلبية مثل النائب البرلماني عن مدينة نواذيبو القاسم ولد بلالي ونائب اركيز وعضو المكتب التنفيذي لحزب الإتحاد محمد الأمين ولد الشيخ والوزير السابق الكوري ولد عبد المولى وتقي الله الأدهم المستشار الإعلامي لرئيس الحزب الحاكم والقيادي البارز في الموالاة النائب الخليل ولد الطيب والسفير السابق المختار ولد داهي وصانغوت عثمان نائب رئيسة الإتحاد من أجل الطيموقراطية والتقدم وأعضاء من السلك الدبلوماسي الأجنبي في مقدمتهم سفير اليابان في نواكشوط
أما النقاشات المفتوحة في هذه الندوة فقد أنعشتها العديد من الأوجه الثقافية والسياسية والشبابية نذكر منها الشاعر أحمدو ولد عبد القادر والأستاذ أبوبكر ولد أحمد ومحمد المصطفى ولد بدر الدين  والخليل ولد الطيب والمختار ولد داهي واشريف الطاهر محمد محمود والشاعرة الصحراوية النانة بنت الرشيد والعديد من المتدخلين الآخرين لتنتهي الندوة التي بدأت الساعة السادسة ليلا قبل منتصف الليل بقليل تخللت ذلك استراحة خاصة لمدة ساعة 
 

اقرأ أيضا