الطلاب في ظرف ثوري بعيدا عن التطبيل !!

أربعاء, 2015-12-09 20:39

لانعدُم نحن الطلبة في هذه الأرض من يُسفّه مطالبنا، لانعدمُ من الطفيلييّن المُبالغ فيهم، تتفيهاً وتسخفياً غثائياً. حتى في هذا الظرف القلق الصّعب، الثوريّ في كامِل تجليّاته. اليوم، ونحنُ نُواجه مُشكلة النّقل، من بين مشاكلَ عدّة عضويّة، تزدادُ علينا المُعاناة ضعفها، جرّاء التجاهل المُطبّق، التشويه المُستمّر لقضيتنا العادلة. نبدو وكأننا نقفز في الظلام. 
عندما جاء نظام الجنرال عزيز العسكريّ، الخارق في غباويّاته المُرتجلة، نلنا ضعفَ معاناتنا، كلٌ حسب قدرته. في السّابق عليه، العهد الطائعيّ- الأوّل في الخيمهليّة السياسيّة هنا، كان لنا نضالٌ مشروع. طلبنا حقوقنا العضويّة، كطلبة، وزدنا عليها بحقوقِ الشّارع العامّ-الشعب، كان ذلك عندما ساهمنا بحماسيّةٍ شديدة واعيّة، في انتفاضة الخبز الراديكاليّة، مُنتصف التسعينات. قُمعنا ورُكلنا على مؤخرتنا المُتملّطة من ركوبِ المعاناة الدّائم. في ذلك السياق، تنبّهَ نظامُ الطايع بمكرٍ رديء، إلى سياسيةٍ رسميّة لمُواجهة ووأد النضال الطلابيّ الصاعد آنذاك. تمثلّت في إبعادِ الجامعات، قبل الثانويّات، عن الوسط المدينيّ الحيّ، حتّى يتحققَّ قمعها براحةٍ تامّة، ومن بعدُ إبعادُها عن الشّارع الشعبيّ المُتحمّس للمناصرة. كانت فكرةً مكريّة خطيرة. فيما بعد تقدّم الزّمن، وحصلتْ الممارسة السيئة-الانقلاب على نظام الطايع الانقلابيّ، قبل أن يُجسّد مشروعه التضليليّ الإبعاديّ الخاص بالطلبة. ذهبَ الطايع، مشينا، جرياً وهرولةً في نضالنا الطلابيّ، في الفترة اللاّحقة. حصلّت الممارسة السيئة، التي ستصبِحُ هذه المرّة، بمثابة العادة الملعونة. لقد حدثَ انقلابٌ عسكريّ جديد، يقوده جنرالٌ كرتونيّ لاشهادة له. جاءَ عزيز، بحقبته النحسيّة القدوم، فازدادت علينا المعاناة أضعافاً، في محيطنا الخاص، والمحيط العامّ. هذه المرّة رُكلنا على مقدمتنا أيضاً، مع تجديد الركلة السابقة. لقد فقدنا ملامحنا، أشرفنا على الموت. نظام عزيز كان قد أشرفَ على مضغ فكرة نظام الطائع، الخاصة بالإبعاد عن المجال المدينيّ، ليتمَّ تفلها مؤخراً من طرفه على الصورة السائدة اليوم. هناكَ إعادةُ إنتاجِ لمشروع التضليل الطائعيّ، في هذه المرحلة، مع لمساتٍ إبداعيّة خاصة. لا أحدَ ينسى نضالات الطلبة في الـ 2012 ومابعدها. لقد عادت المطالب النضاليّة لنا من جديد، وذلك دليلٌ على سوء الحال وكارثيّته. لقد تمَ إبعادُ الجامعة، جزئياً-بعض الكليّات، عن الوسط المدينيّ، لخلواتِ اللّه النائيّة؛ على أمَلْ أن يتمَّ إبعادها كاملةً- جميع الكليّات، فيما بعد مُستقبلياً. لاوُفِقَ الفسادُ. 
طلبة جامعة انواكشوط الرديئة يُعانون من جديد اليومَ، خاصةً طُلاب الكليّات المُرّحلة الراحلة. هذا دليلٌ آخر على كارثيّة الوضع، الخاص بالطلبة، قبل العام. كُلَّ هذا يحصلُ في سنة التعليم!؟

بعيداً عن السيّأحات التافهة، لمطار أم التونسي، والمُطبّلة من خلاله. بعيداً عن إنجاز الجامعة الفراغيّ، في خلواتِ اللّه، بعيداً عن احتفال الاستقلال الكرنفاليّ، وإنصات الجنرال المُدّعَى للأذان. بعيداً عن كُلَّ ذلك الضلال، المُستمرّ في توزيع نفسه، هذه حقيقة لاتحتملُ الكفر بها: الطلبة، بكافتهم، ذكوراً وإناثاً، على كافة توّجههم الفكري، يُعانون في ظّل الكليّات الجديدة. النقل مقطوع، غير متوفرّ. باصات النّقل القليلة المترهلة، لاتكفي آلاف الطلبة القادمين من مقاطعات نواكشوط التّسع. المطعم بطابوره الجحيميّ، رديء الخدماتِ سيؤها،..إلخ؛ يجبُ تغيير هذا الوضع جذرياً. هذا مطلبنا الحاليّ المُلّح.

نقلا عن صفحة الكاتب عالي ولد الدمين

اقرأ أيضا