أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، صباح يوم أمس (الأربعاء)، أن الشارقة إمارة صديقة للطفل، وبذلك تكون الشارقة أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم بعد اعتمادها أربعة مبادرات تطبق للمرة الأولى مجتمعة عالمياً.
وتتميز الحملة بتنفيذها لأربع مبادرات تطبق مجتمعة للمرة الأولى على مستوى العالم، الأولى هي مبادرة صديقة للرضاعة، تهدف إلى توفير بيئة داعمة للرضاعة في الحضانات تُعنى بالأطفال الرضع إلى عمر سنتين، والمبادرة الثانية تتمثل في تطبيق أماكن عامة صديقة للأم التي تهدف بدورها إلى خلق بيئة أكثر انسجاماً مع متطلبات المرأة المرضعة عبر توفير تسهيلات في الأماكن العامة، وتبرز المبادرة الثالثة في العمل على توفير مرافق صحية صديقة للطفل تدعم حماية الرضاعة، والمبادرة الرابعة هي اعتماد مؤسسات ومستشفيات صديقة للأم وهي من أهم المظاهر التي تسعى حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل إلى تكريسها.
وتم خلال الحفل عرض فيلم قصير تضمن مسيرة حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل منذ انطلاقها في عام 2011، والإنجازات التي حققتها على مدار الأعوام الأربعة الماضية، بالإضافة إلى المبادرات والفعاليات التي نظمتها للوصول إلى هدفها المنشود، بأن تكون الشارقة مدينة صديقة للطفل، ونموذجاً يحتذى به في المنطقة، من أجل مستقبل صحي للأجيال القادمة.
كما تم الإعلان رسمياً أن الشارقة تضم الآن 140 جهة ومؤسسة ومرفق صديق للطفل، حيث ارتفع عدد المؤسسات الصديقة للأم من صفر قبل الحملة لتصل إلى 82 مؤسسة مع نهايتها، واستطاعت الحملة من توفير 18 مكاناً عاماً صديقاً للأم والطفل، كما ارتفع عدد الحضانات الصديقة للطفل من صفر قبل الحملة إلى 28 حضانة بعد الحملة، وازدادت المرافق الصحية الصديقة للطفل من إثنتين قبل الحملة إلى 12 مرفق بعد إنتهاء الحملة.
واستعرض الفيلم النتائج التي حققتها الحملة فيما يتعلق بنسب الرضاعة الطبيعية في الإمارة، حيث ارتفعت نسبة الرضاعة الطبيعية من 18% قبل بدء الحملة لتصبح 40% في الوقت الحالي، لتقترب الشارقة من الهدف العالمي المتمثل بالوصول إلى 60% بحلول 2021، كما انخفضت نسبة الرضاعة الصناعية من 67% قبل الحملة لتصل إلى 36% في نهاية العام الحالي.
وأعربت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، خلال كلمتها عن سعادتها وفخرها بإنتهمائها لدولة وإمارة تهتم ببناء الإنسان وقالت: "سعيدة وفخورة وأنا أقف اليوم أمام هذا الحشد الكريم، كإمراة إماراتية وكأم لثلاثة أطفال مهتمة كأي أم في هذا العالم بصحة ونجاح ومستقبل أبنائها، وأيضاً كإمرأة عربية طموحة للمشاركة والمساهمة في تطور وتقدم مجتمعي، فسعادتي وفخري اليوم أنني أنتمي لإمارة ودولة تهتم ببناء الإنسان، وتعمل لأجل ذلك، وننجح معاً في وطننا للوصول إلى ما نهتم ونسعى لأجله"
وأضافت: "إن الاستثمار في بناء الإنسان يتطلب منا الاستثمار في البناء الصحي له، كما هو الحال بالبناء العقلي والفكري، ولا يخفى على أحد أن مستقبل أي أمة يبدأ من أطفالها، ولا يمكن لأحد أن يعتني ويهتم بالأطفال ويرعاهم كأمهاتهم، حيث أن مستقبلنا لدى أطفالنا، وأطفالنا في رعاية أمهاتهم"
وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتوجيهاته الحكيمة، ورعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أسهمت في تنفيذ وتوفير كل ما يلزم، لرعاية الطفل، وتمكين المرأة وتحفيزها على العطاءِ داخل الأسرة وفي بيئةِ العمل، حيث سنت حكومة الشارقة بعض التشريعات لتحقيق مبدأ التوازن، فأصبحت المرأة تحصل على ثلاثة أشهر إجازة أمومة، إضافة إلى شهر واحد وهو إجازتها السنوية، وقد شجع هذا التغيير الكثير من النساء على الالتحاق بالعمل الحكومي والنجاح في عملهن.
وتحدثت رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل في كلمتها عن التحديات التي تواجه الأم العاملة وقالت: "أتفهم التحديات التي يمكن أن تواجهها المرأة التي تريد تحقيق التوازن بين دورها الطبيعي كأم وبين طموحها المهني، إن هذا التوازن لا يخلو من التحديات النفسية والاجتماعية ويتطلب تضحيات وقرارات صعبة لأن بيئة العمل أحياناً لا تكون مهيئة لكي تقوم المرأة العاملة بالدورين في نفس الوق، لذا فإننا نضع المرأة أمام خيارات مستحيلة، وإن التوفيق بين دور المرأة الطبيعي كأم وبين عملها وطموحها في المجتمع يبدأ من التمكين الفعلي للمرأة بتوفير بيئة عمل ملائمة لدورها الطبيعي في الإنجاب والرعايةتحقيقاً لمبدأ التوازن بين عمل المرأة وواجباتها الأسرية".
وأكدت على أن حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل جاءت مكملة لهذه الجهود التي تسعى القيادة المستنيرة دائماً في الإمارة إلى تحقيقها، حيث تتواجد الآن حضانة أطفال في جميع الدوائر الحكومية والمرافق العامة، والمستشفيات، ما يحقق الاستقرار النفسي والعاطفي للأطفال والأمهات والأُسر بصفة عامة.
وعن الأهداف التي حققتها الحملة، أكدت الشيخة بدور القاسمي أن الحملة حققت أهدافها من خلال العمل وفقاً لخطة شاملة، من خلال التعاون مع المنظمات الصحية العالمية وفي مقدمتها اليونيسف، ووزارةِ الصحة، ووزارةِ الشؤون الاجتماعية، والجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة في الدولة، لافتة إلى أن إمارة الشارقة كانت وستبقى سبّاقة نحو التغيير الإيجابي في القضايا الاجتماعية والثقافية والإنسانية، خصوصاً ما يتعلّق بموضوعِ تمكين المرأة ودعمها، متمنية أن تحذو حكومات المنطقة حذو إمارة الشارقة في تطبيق معايير مشجعة لتمكين المرأة وتحفيزها على النجاح، وتحقيقَ إنجازات إيجابية لأسرتها ومجتمعها.
وشكرت في نهاية كلمتها فريق عمل الحملة، و كل من ساهم في دعم الحملة خلال تنفيذها، كما تقدمت بالشكر إلى معالي مريم خلفان الرومي، وزيرة الشؤون الاجتماعية، ومعالي عبد الرحمن محمد العويس، وزير الصحة، على تعاونهم الوثيق، وتشجيعهم المتواصلِ للحملة، وأكدت أن اختتام الحملةِ لا يعني التوقف عن تطبيق معايير صديقة للطفل والأم في كافة المؤسسات العامة والخاصة، بل يشجع على إكمال المشوارِ في تحقيق أهداف الحملة، داعية ممثلي القطاع العام والخاص، إلى المبادرة في تطبيق معايير الحملة للمساهمةً في إنجاح تجربة الشارقة التي تعد الأولى من نوعها في العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن الحملة التي انطلقت في عام 2011 أطلقت بمرسوم أميري من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وترأستها الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق"، بناء على مبادرة مستشفيات صديقة للطفل التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية واليونيسيف في عام 1991، وتبنتها وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة (الإدارة المركزية للأمومة والطفولة) سنة 1993، وفي إمارة الشارقة ومن خلال الحملة، امتد تطبيق نطاق المبادرة من المرافق الصحية ليشمل مؤسسات العمل والحضانات والأماكن والمرافق العامة وبذلك تكون هذة الحملة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة.