الشروق ميديا - موريتانيا: رغم إنشاء موريتانيا لبرنامج وطني لمكافحة التدخين سنة 2010 واعتمده مخططاً استراتيجياً لمكافحة التدخين للفترة 2013 - 2015، وبدإ الحكومة إجراءات المصادقة والانضمام للبروتوكول الدولي لمحاربة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ، ورغم صيحات منظمة الصحة العالمية بضرورة تحريم الاتجار بهذه المادة القاتلة،
إلا أن جهود السلطات بهذا الخصوص لا تزال معدومة، خاصة وأن التبغ هو المادة الوحيدة القاتلة التي تباع في أسواق وشوارع نواكشوط وداخل مختلف مدن البلاد على مرأى من الجميع .
وقد سبق لممثلية منظمة الصحة العالمية في موريتانيا أن طالبت قبل 5 أشهر، بالحد من بيع التبغ ومنتجاته، وحذرت من ضررها البالغ على الصحة، خصوصاً في ظل عرضها بأسعار متدنية .
وشدد ممثل منظمة الصحة العالمية داوغوسوستن زومبر، على دعم المنظمة لمشروع قانون مكافحة التبغ في موريتانيا الذي تم اعتماده من طرف مجلس الوزراء في سبتمبر/أيلول 2012، في انتظار المصادقة عليه من البرلمان .
وشهدت الظاهرة منعطفا أخيرا حيث أصبحت شريحة الشباب والنساء اللتان كانتا بعيدتين من استهلاك هذه المادة هما الأكثر استهلاكا لها .
وكشفت دراسة حديثة قامت بها جمعية طبية مهتمة بالموضوع أن أكثر من %60 من تلاميذ وطلبة موريتانيا يدخنون، وهو ما ينذر بعواقب سيئة.
ويعتبر الباحثون أن دخول مواد التبغ بكثرة وبسهولة إلى السوق الموريتاني يهدد مستقبل الجيل الناشئ، باعتبار أن جلسات تدخين المراهقين والتلاميذ التي يتبادلون فيها السجائر، ويتعاطون التدخين أصبحت شائعة .
في حين يصف بعض المهتمين بالصحة التعاطي الرسمي مع الموضوع بأنه "دون المستوى"، فلم تتخذ الإجراءات الضرورية لمنع المراهقين والصبية من التدخين، حيث يسمح المعلم والأستاذ للتلميذ والطالب بالخروج من الدرس للتدخين الذي يستنزف مصروفهما اليومي، بينما يلاحظ ناشطون ضد التدخين، أن السلطات تتقاعس عن التوعية بالآثار السلبية لهذه الآفة، ولم تسن بعد قرارات من قبيل منع التدخين والترويج له في الأماكن العامة، وحظر بيع التبغ داخل المؤسسات التعليمية وأمام دور الشباب .
وتقول مصالح الجمارك الموريتانية في إحصائياتها لعام 2008 إن حجم واردات السجائر في موريتانيا (3 مليون نسمة) يبلغ حوالي 175 مليون سيجار سنويا، وهو ما يساوي حجم واردات الجزائر التي يبلغ عدد سكانها 45 مليون نسمة .
وبحسب الدراسة، تحتل المؤسسات التعليمية الرقم الأول في عدد المدخنين في موريتانيا، إضافة إلى المكاتب الحكومية والمنازل، كما أن المدن الكبرى تحوي أكبر عدد من المدخنين مقارنة بالوسط الريفي، كما يلاحظ احتضان الشريط الساحلي الموريتاني نسبة كبيرة من المدخنين نتيجة لظروف المناخ التي تميل إلى البرودة .
ويعزو كثيرون من الشباب سبب تدخينهم إلى أن المجتمع كان يكرس هذه الظاهرة حيث كان التدخين من علامات النضج والرقي الاجتماعي، في حين ازداد الوعي مؤخرا بضرورة الإقلاع عن التدخين لدى الكثيرين، غير أن الإرادة غالبا ما تنكسر على صخرة توق الدم إلى مادة النيكوتين .
-----
الشروق ميديا