أمّا أنا فبِشَهْرِ النُّـورِ أحتفِلُ ** و إنَّ قلبِى بذِكرَى المُصطفَى جذِلُ
أنفاسُ مولدِه طيبٌ لأنفُسِنا ** و نفحةٌ منـهُ هبّتْ نحوَنا تصِلُ
قد ريءَ يا قومُ فى الإثنين محتفلاً ** بالصوم شكْرًا إلى الوهّابِ يبتهِلُ
و عقّ عن نفْسِه المُهداةِ ثانيةً ** و إنّهُ القدوةُ الغـرّاءُ و المـثَـلُ
"فليفْرحُوا" آيةٌ فى الذِّكْرِ مُطلقةٌ ** علامَ من دُونِ فضْلِ الله تُختزَلُ
و استَنْبطَ الغُرُّ تخريجًا لمولدِه**و من قُرونٍ عليه قد جرى العمَلُ
صلاةُ ربِّى على علياءِ سُؤدَدِه ** و سِرُّها برسولِ الله مُتّصِلُ
*** **** ***
السّلامُ عليكَ أيُّها النبىُّ و رحمةُ الله و بركاتُه ..
السّلامُ عليكَ حبيبَ الله و مُصطفاهُ من خلقه و صفوته من البشَرْ
سيدِى يا رسُولَ الله جزى الله عنّا أُمناءَ شريعتكَ، و ورّاث نورك
ها أنا أُصاحب مبارَكَ الأنفاس، سيدِى الحافظ المحدِّث المحب
الخادم لجنابك الشريف محمد حبيب الله بن ما يابى عليه رحمة
الرحيم و رضى عنه و أرضاهُ و قد اخترتُه شاعرا بعدما اختاره
الناس عالما فيقول بعدما استهلّ كلامه بما لا أُحبُّ تجاوزَه
و لا اختصاره :
" و لمّا استقرّ أنّ سنة النبىّ صلى الله عليه و سلم الثابتة
بالأحاديث الصحيحة التبرّك به صلى الله عليه و سلم و بما
مسّه و بآثاره و مواضع قدميه الشريفتين و أمكنة صلاته و نحو
ذالكَ ؛ و كنتُ ممّن أنعم الله عليه بزيارة بعض تلك الأماكن الشريفة
؛ و زرتُ أول مكانٍ نزل فيه القرآن على رسول الله صلّى الله
عليه و سلّم و هو غار حراء و وفّقنى الله تعالى للمبيت فيه ليلتين
أو ثلاثًا و قرأتُ فيه لأصحابِى تفسير العلَق التى أُنزلت به
و حدّثتهم فيه بحديث بدْءِ الوحْى و كنتُ بعد أن أُصلِّى فيه
ما شاء ليلاً أتكِىء به و أُمرِّغ به خدِّى تبرُّكا بتلك الحصباء
التى تشرّفت ببدن رسول الله صلّى الله عليه و سلّم و صلاتِه
ألهمنى الله تعالى إنشاء أبياتٍ و أنا فى ذالك المكان و هى :
أُمـرِّغُ فى حراءَ أديمَ وجْهِى ** دوامًا بالغداةِ و بالعشِىِّ
لعلِّى أن أمسّ بحرّ وجْهِى ** ترابًا مسّهُ قدمُ النبىِّ
صلاةُ الله دائمةٌ عليه ** تعمُّ الآلَ بالعرْفِ الذّكِىِّ
.. و لمّا وفّقنى الله تعالى لزيارة جبل ثور المذكور فى القرآن
الذى استتر فيه رسول الله صلى الله عليه و سلّم و صاحبه
أبو بكر الصدّيق ثلاث ليالٍ و بتُّ فيه و قرأت فيه لأصحابى
تفسير قوله تعالى ( ثانىَ اثنين إذْ هُما فى الغار ـــ الآية )
و درّست فيه لأصحابى حديث الهجرة بطوله و كنتُ أُصلِّى
الفرض خارجه لقِصَرِه عن قدْر القامة ! و النفل بداخله جالسا
و أنامُ فيه ؛ قلتُ :
و فِى الغار الشريف وضعتُ ليلاً ** عظامِى و اتّكأتُ به بِطُولِى
لَـعلِّى أن أمسّ لفَرْطِ حُبِّى ** مكانًا مسّـه بدَنُ الرّسول
صلاةُ الله دائمةٌ لطـه ** إمامِ الأنبياء أبى البتُول
و لمّا منّ الله علىّ بحجّ بيته المحرّم و قبّلتُ الحجر الأسود مرارًا
و كنتُ أُلاحِظ حين تقبيله أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قبّله
بشفته الشريفة قلتُ فى ذالكَ :
لدى الحجَر المُقبّل فى طوافٍ ** ببيتِ الله نلتُ لدى دخُولِى؛
من التقبيل ما أرجُو لنفْسِى ** به أمنا يدومُ مع الوصُولِ
لتقبيل الرسولِ له فأعظِمْ ** بشَىْءٍ مسّهُ بدنُ الرّسولِ
صلاةُ الله دائمةٌ عليه ** بها أُعطى الفلاحَ مع القبُولِ
و لمّا زرتُ المكان المُتّفق على أنه هو مكان مولده الشريف صلّى
الله عليه و على أصحابه و سلم و كان مُحاطًا ببناءٍ نفيس و كان
مُعدّا لتبرُّك المسلمين و موضعا لصلاة المؤمنين سجدتُ شكرا
لله تعالى
على إبرازِه لرسُول الله صلّى الله عليه و سلّم و أنواره الساطعة
فى هذا المكان و قلتُ فى ذالك :
و ميلادُ الرسولِ به وضَعْنا ** جِباهًا ثُمّ شُكرًا للعلِىِّ ؛
لأنّ اللــه أبــرز فيه نُورًا ** بـه عمّ البريّـة بالرُّقـىِّ
فذو الإيمان فازَ به و مَن لاَ ** ففى الدنيا تنعّم بالنبىِّ !!
صلاةُ الله يتبعُها سلامٌ ** عليه بالغداةِ و بالعشىِّ ...
* و لنا عودٌ إن شاء الله إلى الحافظ فخر البلاد و العباد
محمد حبيب الله بن ما يابى و كان مصدرى و زادى كتابه
"زادَ المسلم" فى جزئه الخامس .
و يا سيِّدى و سيد ولد آدم صلّى الله عليك و الصلاةُ من الله
رحمةٌ مقرونةٌ بالتعظيم و منه جلّ جلاله رضوانٌ، و أسلِّمُ عليك
المرّة بعد المرّة و الفينة بعد الفينة ؛و السّلام من الله السلام
سلام ...
نقلا عن صفحة الشاعر خديم رسول الله بن زياد