مع استمرار تصاعد الأزمة الجيوسياسية والإنسانية في العراق، تزداد التكهنات حول مدى تأثير هذه الأزمة على قطاع الطاقة الإقليمي، وعلى اقتصاد المنطقة بالكامل. وينظم نادي "كابيتال كلوب"، نادي المدينة الرائد في دبي، وعضو مجموعة شركات إنشاء، جلسة حوار رفيعة المستوى، تضم نخبة من الخبراء البارزين، وتتناول التداعيات والمخاطر والفرص التي يخلقها الوضع الراهن في العراق.
وتجري جلسة الحوار يوم الاثنين الموافق الثامن من سبتمبر ويديرها فرانسيس ماثيو، المحرر في صحيفة "جالف نيوز"، وتضم روبين ميلز، كبير الإستشاريين في شركة منار لإستشارات وإدارة مشاريع الطاقة، وجعفر الطائي، العضو المنتدب لشركة منار لإستشارات وإدارة مشاريع الطاقة، وعلي الخضيري، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة "دراغومان بارتنرز".
وتعود أصول الأزمة التي يعيشها العراق إلى سنوات وعقود من الزمن، وباتت خلفيتها معروفة للجميع، إلا أن الجديد هو قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في يونيو الماضي بشن هجوم على شمال العراق، استهدف خلاله مدينة الموصل على وجه التحديد. ومنذ ذلك الوقت عزز التنظيم قوته وتوغله في المناطق العراقية، مما أثار الرعب الدولي، وأدى إلى توحد جميع الفرقاء والخصوم السياسيين لمواجهة طموحات التنظيم التوسعية داخل أراضي العراق، وممارساته الوحشية، وحالة عدم الإستقرار الجيوسياسي والاقتصادي التي سيفرضها وجوده.
وتبدو طبيعة حالة عدم الاستقرار هذه معقدة وذات حساسية خاصة، نظرا لاحتواء العراق على خامس أكبر احتياطيات النفط المثبتة في العالم، والتي شهدت زيادة منذ نهاية حرب عام 2003، وتشكل مع باقي الصناعات الهيدروكربونية 72 بالمائة من الناتج القومي الإجمالي للبلاد.
وتبدو تداعيات التهديدات على سيادة العراق والسيطرة على المنطقة الشمالية الغنية بالنفط، وجر كرد العراق وربما الكرد الأتراك إلى الصراع، كثيرة. وتشمل هذه التداعيات التأثيرات على أسعار النفط الخام، وتدهور العملة، وهروب رؤوس الأموال، وتراجع التجارة البينية، وإنهيار السياحة، فضلا عن تقلص معدلات النمو، والتأثير على مزيج الطاقة في المنطقة. ويبدو العمل على فهم كافة السيناريوهات القادمة أمرا بالغ الأهمية بالنسبة للقطاعات الاقتصادية الخليجية المتأثرة بحالة عدم الإستقرار والمخاوف من أسعار الطاقة وإمداداتها.
ولهذه الغاية، بادر "كابيتال كلوب" إلى دعوة نخبة من الخبراء البارزين، منهم الخبير المتخصص في استراتيجية الطاقة والاقتصاد روبين ميلز، والذي وصفته مجلة "فورين بوليسي" بأن أحد العقول العظيمة في عالم الطاقة، والذي تولى، من موقعه رئيسا للإستشاريين في المنار، العديد من المهام الإستشارية الكبرى للاتحاد الأوروبي والعديد من شركات النفط الدولية في العراق. وسبق له تطوير أعمال جديدة لشركة "شيل" في العراق وإيران، كما تشمل إنجازاته تأليف كتابين.
أما جعفر الطائي الذي أسس شركة المنار في العام 2009، فقد شغل منصب كبير المستشارين في وزارة النفط العراقية من العام 2003 وحتى العام 2007، تولى خلالها تقديم النصح والمشورة حول المفاوضات الاقتصادية والتجارية، كما عمل في السابق لشركات "بريتش بيتروليوم"، وبتروبراس، ونومورا.
وسبق للخضيري العمل مع إكسون موبيل، وهو مهندس الدخول التاريخي للشركة في إقليم كردستان العراق في مشاريع بلغت قيمتها مليارات الدولارات، حيث تولى المفاوضات السياسية الخاصة بذلك، والحصول على عقود استكشاف مجزية هي الأكثر ربحية للشركة بين مشاريع التنقيب التي تنفذها في الشرق الأوسط. كما عمل الخضيري مساعدا خاصا لخمسة سفراء أمريكيين في العراق، و مستشارا لثلاثة من كبار القادة في القيادة المركزية الأمريكية.
وتستعرض الجلسة خبرات المتحدثين ووجهات نظرهم الشاملة ورؤيتهم المبنية على خبرة تمتد لعقود من الزمن، وستساعد على كشف الطبيعة المعقدة لتداعيات حالة اللايقين والأوضاع القاسية في العراق اليوم.
وقالت إيما كولين، مدير عام "كابيتال كلوب"، في تعليق لها بهذه المناسبة: "كونه نقطة التقاء لكبار رجال الأعمال في دبي والإمارات، يسعى نادي "كابيتال كلوب" جاهدا وباستمرار لتزويد أعضاءه بجلسات تتيح لهم مواكبة آخر الأحداث والمعلومات واستطلاع آراء الخبراء حول القضايا الراهنة من قبيل الأزمة العراقية. وتشهد جلسة الاثنين حضور نخبة من الخبراء المرموقين والذين ستتيح وجهات نظرهم حول الوضع الراهن في العراق رؤية قيّمة للأعضاء حول ما يمكن توقعه في المستقبل القريب، وكيفية مواجهة أي تحديات يمكن أن تطرأ".
الشروق ميديا