أشارت دراسة إلى أنه يمكن إنقاذ المزيد من الأرواح إذا وضع الأطباء بعين الاعتبار إعطاء العقاقير الخاصة بأمراض ضغط الدم للمرضى الذين يعانون من احتمال كبير للإصابة بأمراض القلب، حتى وإن كان ضغط الدم طبيعيا.
ويطالب التقرير بعدم الالتزام بالقواعد الحالية، التي تنصح بإعطاء حبوب ضغط الدم فقط في حالة وصوله إلى قياس محدد.
لكن الخبراء يقولون إن العوامل الخاصة بأسلوب الحياة تلعب دور مهما في خفض ضغط الدم. ونُشرت الدراسة في دورية "لانسيت".
وعادة ما يرتبط ارتفاع ضغط الدم بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات.
ولا يُسمح لأحد بتناول أدوية ضغط الدم قبل ارتفاعه، حتى من يعانون من أزمات قلبية سابقة، فإنهم يخضعون للمتابعة، ولا يتعاطون أقراصا.
ويطالب فريق عالمي من الخبراء حاليا بأن يركز الأطباء على المخاطر الشخصية، وليس قياسات ضغط الدم الجامدة.
تجربة موسعة
وحلل الخبراء نتائج أكثر من 100 تجربة موسعة، ضمت حوالي 600 ألف شخص، وأُجريت بين عامي 1966 و2015.
وكشفت الدراسة أن المرضى الأكثر عرضة لأمراض القلب، ويشمل هؤلاء المدخين ممن يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول، ومن تعدى سنهم 65 عاما من المصابين بمرض السكري.
كما ورد في التقرير أنه بمجرد البدء في أخذ الدواء، يمكن أن ينخفض مستوى ضغط الدم إلى أقل من الأهداف الموضوعة حاليا.
وأضافت الدراسة أن ثمة دليلا متناميا على أن المرضى سيستفيدون من خفض ضغط الدم في كل الأحوال، سواء عن طريق تغيير نمط الحياة، أو الأدوية.
لكن كلما قل ضغط دم الشخص عند البدء في هذا النوع من العلاج، قلت الاستفادة من خفضه.
وذهب الباحثون إلى ضرورة إعطاء الجميع حبوب خفض ضغط الدم، والحيطة من أعراضها الجانبية.
ويقول بروفسور ليام سمييث، من كلية لندن للصحة والطب المداري، إنه يتفق مع أهمية الدراسة.
لكنه حذر وقال: "لكن أحد العوامل المهمة هو أنه لن يكون بإمكان الجميع تحمل خفض ضغط الدم، ويجب قياس الآثار الجانبية لهذا العلاج مقابل فوائده".
كما قال الطبيب المتخصص في أمراض القلب، تيم شيكو، من جامعة شيفيلد، إن الدواء لا ينبغي أن يكون الطريقة الوحيدة للتعامل مع الأمر، "ويمكننا جميعا خفض ضغط الدم بطريقة فعالة كالأقراص تماما، عن طريق الطعام الصحي، والقيام بالمزيد من الأنشطة، والحد من تناول الكحول، والحفاظ على وزن صحي".