الشروق ميديا - موريتانيا: دخلت خلال الآونة الأخيرة شركات الباصات الخاصة بنقل المسافرين، على خطوط الطرق الداخلية لأغلب المدن الموريتانية، منافسة بذلك سيارات مرسدس ورينو 21 وتويوتا، التي ظلت لسنوات المحافظ الأقوى على حركة نقل المسافرين من وإلى جل مدن البلاد .
وقد حظي ولوج هذه الشركات في بداية المرحلة بإقبال كبير من طرف المواطنين، خاصة وأن باصاتها تتمتع بميزة التكييف والسرعة الفائقة، في البيئة الموريتانية ذات الحرارة الصحراوية الجافة والمرتفعة، ما جعلها وجهة مفضلة لدى العديد من المسافرين إلى المدن البعيدة من العاصمة نواكشوط، وفتح باب التنافس فيها على مصراعيه بين عدد من التجار ورجال الأعمال، حيث أصبحت في فترة وجيزة تتزاحم مقراتها داخل أغلب المقاطعات والبلديات، إلا أن كابوسا جديدا بات يهدد مستقبل هذه الشركات، بعد عزوف العديد من المواطنين عن السفر عبرها، في ظل الإحصائيات المسجلة خلال الأشهر الأخيرة، بخصوص عدد حوادث السير المقيدة ضد هذه الباصات، بفعل السرعة الزائدة وعدم احترام إشارات المرور .
وتشير التقارير الخاصة بمصالح الدرك الوطني إلى أن الأشهر الثلاثة الأخيرة حصدت ماكنة الموت فيها قرابة 25 شخصا على الأقل، وتسببت في إصابة عدد آخر بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك بعد تصادم أو انقلاب بعض هذه الباصات على عدد من المحاور الوطنية، أغلبها على طريقي نواذيبو وروصو، نتيجة السرعة الجنونية التي يسير بها السائقون .
ويوضح تحقيق لمدونة تكنت أن أغلب هذه الحوادث جاء بفعل السرعة الصاروخية، حيث أن السائق يواجه للساعة الواحدة عشرات الاتصالات من رؤساء المراكز يحثونه على ضرورة زيادة السرعة للوصول عند رأس الساعة، بحكم وجود مسافرين جدد لدى المقر، يتخوف رئيس المركز من ذهابهم نحو شركة نقل أخرى، ما يربك السائق ليسير بسرعة تجعل الباص يفقد توازنه على طرق تغطيها الحفر والمطبات والمنزلقات، وهو الأمر الذي قد يودي بحياة 13 شخصا في لحظة واحدة، ويكسي 13 عائلة ثوب الحداد لأيام وربما أسابيع طويلة .
وينتقد العديد من المراقبين على السلطات الأمنية تساهلها بخصوص الفوضى التي يعيشها قطاع النقل الخاص بالباصات، إذ أن أغلبها لا يحترم معايير السلامة المطلوبة، والمتعلق منها أساسا بمراعاة السرعة على المحاور الخطيرة .
ويعتبر (طريق نواكشوط - روصو) واحدة من أكثر الطرقات التي شهدت انقلاب باصات خلال الأشهر الأخيرة ما تسبب في وفاة 12 شخصا على الأقل خلال ثلاثة أشهر الماضية .