علمت اليوم مع بالغ الأسف والحزن بنبإ وفاة الصديق العزيز أحمد ولد محمد ولد الطالب، متأثراً بإصابته في الحادث الأليم الذي تعرض له قبل أيام. لقد تعرفت على الفقيد سنة 1987 في العطلة الصيفية، وتحديداً في مدينة لاسبالماس الإسبانية، وكان نعمَ الصديق والأخ الذي اكتشفته، فقد كان يتصف بكل ما يتمناه الإنسان من نبل الأخلاق من كرم وتواضع وبشاشة وسعة صدر وروح مرحة؛ حيث كنّا نلقبه آنذاك أحمد لابانان، إشارة إلى تسريحة شعره في تلك الفترة، وكان يتقبل بكل سرور ولطف ذلك اللقب منا، لتتوطد علاقتي جيداً مع شخص يفخر به كل من يتعرف عليه. بعد ذلك جاء ليسكن مدينة أنواذيبو عام 1989؛ حيث سنحت لي فرصة جديدة لقضاء أوقات أطول معه، لنمضي سنوات هنالك، لم أرَ منه أبداً ما يخالف ما عرفته به من أخلاق طيبة منذ أول يوم. بعد ذلك فرقتنا متطلبات الدراسة ثم العمل، لمدة طويلة، قبل أن يعود أحمد من جديد صحفياً متميزاً ومقتدراً، وإنساناً خلوقاً كما عرفته.
وبمناسبة وفاته الأليمة اليوم، فإنني أجد نفسي مضطراً لتعزية نفسي أولاً في فقد صديق وأخ مثله، كما أتقدم بخالص التعازي وأصدق الدعوات إلى أسرته الكريمة وأصدقائه وزملائه، سائلاً المولى عز وجل أن يلهمنا جميعاً الصبر والسلوان، ويتغمد الفقيد بواسع رحمته، ويدخله فسيح جناته.
إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أحمد ولد يحي