الشروق ميديا - نواكشوط: انتقد العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو قرار السلطات إغلاق عدد من المدارس الدينية، ودعا ولد الددو الذي يشغل رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا إلى التصدي بشكل جدي "للحملة التي تستهدف المدارس والمعاهد القرآنية" بموريتانيا، محذراً من مخاطر استمرار استهداف أهل القرآن الكريم.
وأضاف ولد الددو أن تدريس القرآن الكريم لا يحتاج إلى ترخيص مذكراً بالقدم الراسخة للموريتانيين في تعليم القرآن وتدريس علومه حيث إن "هوية موريتانيا هي المحاظر والمعاهد القرآنية التي انتشرت في البلاد منذ نهاية القرن الخامس الهجري وحتى اليوم".
واستعرض ولد الددو نماذج من حمالات فاشلة في بعض الدول، استهدفت المدارس القرآنية، معتبراً أن على الناس أن تتوقع البلاء ما دامت تغلق معاهد ومراكز تحفيظ القرآن الكريم.
وكانت السلطات الموريتانية قد أغلقت نحو 37 محظرة على عموم التراب الموريتاني، بسبب عدم حصولها على ترخيص، كما أغلقت السلطات معهد "ورش" وهو أحد أهم المعاهد في موريتانيا المتخصصة في تدريس القرآن الكريم وعلوم الفقه.
وأطلقت وزارة الشؤون الإسلامية حملة تفتيش طالت عدة معاهد بالعاصمة نواكشوط، أبرزها مركز تكوين العلماء الذي يرأسه العلامة الموريتاني الشيخ محمد الحسن ولد الددو.
وقالت مصادر مطلعة إن السلطات كانت تدقق في المعلومات الخاصة بطاقم التدريس ومصادر التمويل والبرامج المقررة.
وكانت الحكومة الموريتانية قد أعلنت مؤخراً عن خطة لترقية وحماية "المحاظر" وهي المدارس التقليدية التي تهتم بتدريس علوم اللغة العربية والفقه الإسلامي، ووضعت برامج لمراقبتها والحفاظ على خصوصيتها الحضارية من خلال إنشاء قاعدة البيانات المتعلقة بها لضبطها ودعمها وحتى تتمكن من التعرف على شيوخ المحاظر ومعرفة مخزونهم العلمي ومستوى أدائهم والطلاب ومراحلهم الدراسية وعدد الأجانب منهم، خاصة بعد الشكوك التي أثيرت حول مصادر تمويل هذه المدارس واستقطابها لطلاب شكلوا فيما بعد نواة للتنظيمات المتطرفة.