طريق الأمل الذي أريد له أن يكون شريان حياة يمتد بين نواكشوط والنعمة، مرورا بولايات اترارزه والبراكنة والعصابة، تحول إلى "خط سريع" للموت ، يتخطف أرواح المواطنين وسط تجاهل وصمت مطبق من الحكومة.. فإلى متى وحتى متى يستمر هذا التلاعب بأرواح المواطنين ؟
كيف تجاهلت الأنظمة التي تعاقبت على حكم البلاد منذ 1978م إلى الآن هذا الطريق ولم توليه الاهتمام المطلوب ؟..هل سمع أي منكم رئيسا أو وزيرا يتحدث عن هذا الطريق ؟ ..الطريق الذي قضى عليه وزراء ومسؤولون ، ومواطنون بسطاء، وجمال وحمير وبقر، لم يثر اهتمام أي رئيس، ولم يحرك فيه ذرة "شفقة" على هذا الشعب ..لماذا ؟ لا أدري..
شعبنا لا يملك غير "الأمل" والأحلام .. "الأمل" في غد أفضل، "الأمل" في حكم مدني ديمقراطي عادل، "الأمل" في "الحظرة في الثروات" والتوزيع العادل لها..لكن "طريق الأمل" تحول للأسف إلى "قاتل" للأمل في نفوسنا..وقديما قالوا "الخوف إذا ج من جهة الكدية فأين المهرب" ؟ فلنترك الأمل ونبحث عن شيئ آخر نتمسك به.
رحم الله الطغرائي حين قال :
أعلل النفس بالآمال أرقبها = = ما أضيق العيش لولا فسحة "الأمل".
لو كان حيا بيننا لأدرك أن "الأمل" ليس فسيحا، فهو لا يعدو كونه طريقا واحدا ضيقا في اتجاهين تحاصره الرمال من كل مكان، وبالكاد تتعاقب فيه سيارتان، وتتجاهله كل الحكومات.
ومن لقي منكم نزار قباني فليقل له إن "الأمل" قد اختنق فعلا، بل إنه مات، وبالتالي فقد كانت مخاوفه في محلها حين قال :
أخشى على "الأمل" الصغير أن .. يموت .. ويختنق
لقد اختنق "الأمل"، خنقته الرمال، ومات...قتله تجاهل الأنظمة وصمتها المطبق.
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول "لو أن دابة عثرت في العراق لخشيت أن يحاسبني الله عليها، لما لم أسوّ لها الطريق".. فماذا سيقول ولد هيداله وولد الطايع ، و"الرئيس الإنسان" في طريق "الأمل" ، والدماء التي تنزف عليه ؟
هل سيتحول "الأمل" في قاموسنا إلى كلمة مثيرة للشفقة والاشمئزاز معا ؟ فطريق "الأمل" أصبح "تحويلة مباشرة إلى الآخرة"، و شباب "الأمل" فاقوا الكهول في "التصفاق" والتملق، والطوابير أمام دكاكين "الأمل" تظهر مدى الامتهان الذي تعامل به الحكومة الشعب في عصر رئيس الفقراء، الرئيس المصلي وحامي حمى الدين والكرامة.
من ينقذ المواطنين من "الأمل" فقد بتنا نخشى عليهم من هذه الكلمة؟..
نقلا عن صفحة الكاتب