تعرفت على الخديم ولد السمان في التسعينات حين كان يجمعنا معا عشق الكلمة الشعرية، كان يزورني كثيرا ونتدارس آخر كتاباتنا الشعرية... كنا أصدقاء من اجل الحرف ولم نكن نلتقي خارج ذاك الإطار فقد كان له أصدقاؤه ولي أصدقائي ...
بعد سنوات برز اسم الخديم ضمن تنظيم القاعدة و ظهر كعقل مدبر لعمليات التنظيم في موريتانيا حسب ما قالته لائحة الاتهام الموجة اليه .
لم التق به بعد تلك السنوات الشعرية الحالمة التي كانت تستضيفها دار الشباب الجديدة... وتابعت كغيري من الموريتانيين أخباره عن طرق وسائل الأعلام .
وشاءت الصدف أنني كنت ضمن مجموعة الصحفيين الذين سمح لهم بحضور اللقاء الأول بين مجموعة العلماء والفقهاء الذين سيحاورون سجناء القاعدة وبين الخديم ورفاقه ..
اعتقدت أن الرجل لن يعرفني أو سيتنكر لي باعتباري جزء من منظومة فكرية يختلف معها.. لكن الرجل ما إن لمحني حتى أخذني بالأحضان معانقا ومسلما ومظهرا مودة خاصة .. أعجبني فيه ذلك الوفاء وكان وجهه متنورا وملمس لحيته ناعما .. وكان يرتدي إزارا ابيض وبعد أن سلّم على العلماء الحاضرين استل من تحت قميصه قميصا ابيض كتب عليه (تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي) وبه صور لقنابل يدوية.. رفعه في وجه الجميع ولم تغادر البسمة محياه .. كان يريد أن يقول انه يؤمن بفكر هذا التنظيم لكنه لا يمانع في سماع ما جاء به العلماء...
كانت لحظات مؤثرة وطريفة ومضحكة .. فقد كان الخديم ورفاقه يتندرون أحيانا على بعض رفاقهم الذين أبانت مداخلاتهم عن خوف ورعب من السلطة و (اتهربيل) .. وأحيانا كانوا يتبادلون بعض القفشات مع بعض الحضور ..
كان ذلك آخر عهد لي بالخديم ..
سمعت انه يمر بأزمة صحية و أتمنى له شفاء لا يغادرسقما ... وان يكتشف من يحاوره معدنه وروحه الطيبة ...
قصة ذلك الحوار طويلة ..أتمنى ان اكتبها يوما كاملة
من صفحة الدكتور الشيخ ولد سيدي عبد الله على الفيس بوك