إدانات عربية لاقتحام السفارة السعودية في طهران

اثنين, 2016-01-04 00:43

تتوالى ردود الفعل العربية التي تدين الاعتداء على السفارة السعودية في طهران من قبل متظاهرين إيرانيين احتجاجا على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية.

ويأتي هذا في الوقت الذي تفيد فيه تقارير بأن المئات من المحتجين تجمعوا مجددا أمام السفارة السعودية بعد يوم من اقتحامها وإشعال النيران في أجزاء منها.

وأدان نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية الاعتداء الذي استهدف السفارة السعودية في مدينة طهران وقنصليتها في مدينة "مشهد" ووصفه بأنه "انتهاك صارخ" للمواثيق والأعراف الدولية.

وحمل العربي، في بيان صادر عن الجامعة العربية، الحكومة الإيرانية مسؤولية حماية المقرات الدبلوماسية وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، مشيرا إلى "ضرورة احترام إيران مبدأ عدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية".

وأشاد الأمين العام للجامعة العربية بما سماه بـ"الجهود التي تبذلها السعودية لمكافحة الإرهاب".

كما أصدر مجلس التعاون الخليجي بيانا يدين ما وصفه بـ"الاعتداءات الهمجية على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد". وحمل البيان "السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الإرهابية".

وكان الرئيس الإيراني حسن روحاني قد دعا في وقت سابق إلى "معاقبة المتشددين الذين اقتحموا مقر السفارة السعودية وأشعلوا فيه النيران".

ووصف روحاني الهجوم على السفارة السعودية بأنه "غير مبرر".

وكانت السعودية قد أعلنت السبت تنفيذ حكم الإعدام في 47 شخصا من بينهم الشيخ النمر.

واتهمت السعودية الشيخ النمر بالإرهاب، إلا أن مؤيديه يقولون إنه أُعدم بسبب دعمه للاحتجاجات السلمية ضد العائلة المالكة.

وقال المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي إن "الانتقام الإلهي" سيحل بالساسة السعوديين بسبب إعدام النمر.

وأضاف أن "هذا العالم المظلوم لم يدع أحدا إلى حمل السلاح ولم يشارك في أي مؤامرات".

كما أدان آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق إعدام النمر.

وقال السيستاني في رسالة وجهها إلى سكان القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية "تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد جمع من إخواننا المؤمنين في المنطقة الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلما وعدوانا ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه".

توتر إيراني سعودي

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية قد نشر رسما كاريكاتوريا على موقعه على الإنترنت يشبه ممارسات النظام القضائي في السعودية بممارسات تنظيم "الدولة الإسلامية".

وردت السعودية بدورها باتهام إيران بدعمها للإرهاب مما أدى إلى تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين بعد إعدام النمر.

ووصفت السعودية إيران بأنها ترعي الإرهاب "بلا حياء" وتهدد استقرار المنطقة.

وقال بيان لوزارة الخارجية نشرته وكالة الأنباء السعودية إن "إيران هي آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب بالنظر إلى أن إيران دولة ترعى الإرهاب وأدانتها الأمم المتحدة والكثير من الدول".

وأضاف البيان أن "النظام في إيران يتشدق بلا حياء بالحديث عن حقوق الإنسان، حتى بعد إعدام المئات من الإيرانيين العام الماضي بلا أسباب قانونية واضحة".

قلق أمريكي

وقد عبرت الولايات المتحدة عن قلقها من أن يؤدي إعدام الشيخ النمر إلى مزيد من التوتر الطائفي بينما يحتاج الوقت الحالي إلى خفض ذلك التوتر.

وحثت وزارة الخارجية الأمريكية زعماء المنطقة على مضاعفة جهودهم لخفض التوتر.

كما طالبت الخارجية الأمريكية السعودية باحترام حقوق الإنسان والسماح بالتعبير السلمي عن المعارضة.

من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "فزعه الشديد" بسبب إعدام نمر و46 شخصا آخرين.

وقال متحدث باسم بان كي مون في بيان إن "الشيخ النمر وعددا من السجناء الآخرين الذين أُعدموا أدينوا بعد محاكمات أثارت قلقا عميقا بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة العملية".

اقرأ أيضا