الشروق ميديا - نواكشوط: يبدو أن الحكومة الموريتانية لم تستفق بعدُ من فاجعة رحيل نجل الرئيس أحمدو ولد عبد العزيز رحمه  الله في الـ23 من الشهر الماضي، حيث لا تزال جل القطاعات الوزارية والإدارات شبه متوقفة عن العمل، في ظل تواجد الرئيس خارج العاصمة لقضاء عطلته السنوية .

عطلة تأتي في ظرفية أمنية وسياسية حساسة، خاصة وأنها تتزامن مع التطوارت الأمنية الحالية التي تشهدها الجارة مالي، وتوسع خريطة الجهاديين داخل أراضيها التي لم تعرف الهدوء منذ أربع سنوات على التوالي. كما تأتي في ظل انفلات أمني عاشته العاصمة نواكشوط خلال الأسابيع التي سبقت فاتح 2016 ما وضع السلطات الأمنية على المحك من جديد، بعد سقوط قتلى ونهب ممتلكات مواطنين من طرف عصابات مسلحة داخل أحياء مختلف من ولايات نواكشوط الثلاث .

الأخبار الواردة من نواكشوط إلى الرئيس وهو في بوادي تيرس، لعل أكثرها سخونة هذا الأسبوع كان فرار القيادي السلفي المدان بعقوبة الإعدام السالك ولد الشيخ، حيث لا زال مجهول المكان، بعد تركه لشعارات لا تبعث على الإطمئنان، وهو الذي كاد ينسف السفارة الفرنسية والقصر الرمادي بأكمله لولا اكتشاف ثغرة بسيطة في مخطط إرهابي محكم .

أما على المستوى السياسي فيرى مراقبون أن عطلة هذا العام لم تكن في التوقيت المناسب، خاصة وأنها تزامنت مع ظرفية شكلت أكبر تقارب بين الأقطاب السياسية في البلاد، ما قد يفضي لحوار ينهي الأزمة القائمة منذ وقت طويل.. فهل ضاع التوقيت بعدُ أم ؟؟!

ربما يقطع الرئيس عطلته الحالية في ظل الحديث عن إضراب "الحمالة" بداية الأسبوع القادم، وتزامنا مع المواقف العربية المتتالية بخصوص العلاقات الدبلوماسية مع إيران والسعودية، وفي خضم الإضرابات التي يتحدث عنها عمال بعض القطاعات العمومية نتيجة تأخر رواتبهم للشهر الثالث على التوالي .
 

الشروق ميديا