كثيرا ما يتم الهجوم على بعض المدونين هنا حين يتحدثون عن فلسطين أو سوريا بحجة أنهم يتجاوزون معاناة لحراطين التي هي أقرب لهم، والغريب أن بعض من يتبنون مثل هذا الطرح يتغاضون عن من لم يتحدثوا يوما عن العبودية ومخلفاتها في المجتمع الناطق بالبولارية، وهم أبناؤه والعارفون بحاضره وماضيه، ليظهروا هنا أو في الخارج مدافعين عن العبودية في المجتمع الناطق بالحسانية، ألم يكن الأولى بهم - حسب هذا المنطق - الحديث عن الأقربين إن كان دافع التحرر هو محركهم؟
أليس من حق البعض أن يعتبر ذلك استغلالا لقضيته لتصفية حسابات مع مكون آخر؟ ولماذا لم نقرأ يوما أن هؤلاء المدافعين ضد العبودية قد اكتشفوا حالة عبودية في المجتمعات الناطقة بالبولارية أو الولفية أو السوننكية؟ لماذا لا نعرف في الفضاء العام التسمية التي تطلق على أبناء الأرقاء السابقين من هذه المجتمعات؟
أتذكر أنه في جلسة مع الساموري ولد بيه في منزله قبل سنوات قال لي أن ورقة العبودية يتم استغلالها لتحقيق مكاسب سياسية وفي الغالب من خارج أبناء الأرقاء السابقين، فمرة يستغلها بعض البيظان ضد نظام يعارضونه ومرة من طرف بعض الزنوج، وقد كان هو أول من لفت نظري أن القضية الحقيقية التي علينا مواجهتها اليوم ليست قضية العبودية بل قضية لحراطين، وذلك لأننا لو افترضنا وجود حالات من العبودية فهي محدودة، لكن مخلفاتها والإرث الذي تركته هو ما يعاني منه الكثبر من الشعب الموريتاني وهو ما يجب العمل على تجاوزه.
نقلا عن صفحة الكاتب عبد الفتاح حبيب