ولد الشيخ.. نهاية حلم لم يكتمل، وإجابات معلقة إلى حين

جمعة, 2016-01-22 16:07

مع استعداد نواكشوط للاحتفال بدخول سنة 2016 ودعها السجين السلفي السالك ولد الشيخ ليحتفل مع ظهور العام الجديد بحرية انتزعها بنفسه ولم يكن يعرف أنها قد تكون حرية مؤقتة لا يزيد عمرها عن التسعة عشر يوما بعد إلقاء القبض عليه في غينيا كوناكري رفقة صديق له كانا في طريقهما إلى الجماعات الجهادية في الشمال المالي أو الجزائر حسب ادعاء الأمن الكوناكري.

 

لكن عملية هروبه من السجن المدني طرحت الكثير من التساؤلات من بينها من كان وراء هروبه؟ وكيف تمت عملية الهروب من السجن؟ ومن اعتقله؟ أهو الأمن الكوناكري أم الموريتاني؟

 

لا يزال الشارع الموريتاني حتى اليوم عاجزا عن إيجاد جواب لمن كان وراء هروب ولد الشيخ في الحادي والثلاثين من دجمبر المنصرم كيف استطاع الفرار رغم الحراسة الأمنية المكثفة للسجن المدني ووجوده في قلب العاصمة وبين ثكنات أمنية يحسب لها ألف حساب قبل اتخاذ هذ النوع من القرارات لتطرح بعد ذالك فرضيات كيفية هروبه والتي كان أبرز ما تداوله الإعلام من بينها هربه لحظة انقطاع الكهرباء عن العاصمة بعيد صلاة العشاء وفرضية أخرى تقول إن كاميرات السجن رصدت شخصا يرتدي عباءة ويضع نظارات يخرج من السجن ولم ترصده وهو يدخله لكن كيف هرب ومن ساعده في الهروب؟ سؤالان لم يجدا جوابا حتى الآن رغم اعتقادي بأن الأمن يملك لهما الجواب يمكنه إقناع المواطن به كما أقنعنه في الثامن من يناير أي أسبوعا بعد هروب ولد الشيخ بأنه لا زال في نواكشوط، وأمسى يترقب القبض عليه بعد ساعات من انتشار عنوان على المواقع الإلكترونية والقنوات الوطنية "الأمن يداهم منزلا في تيارت يعتقد بأن ولد الشيخ داخله" ليتبين بعد ذالك أنه لم يكن بالمنزل وأن العملية ربما تكون تمويها لإيهامه بأن الأمن يعتقد بأنه مازال داخل موريتانيا.

 

شخصيا لم أصدق بأن ولد الشيخ في تيارت لأن ساعتين أوثلاثا تكفيانه للعبور إلى السنغال..

 

انتهت العملية بدون إلقاء القبض على السجين السلفي الفار كان هذا أبرز العناوين مساء الثامن من يناير، أي لا أثر لولد الشيخ في تيارت وربما موريتانيا عامة وهو ما يعني أن السؤالين عن من كان وراء هروبه؟ وكيف هرب من السجن؟ انضاف لهما سؤال ثالث هو كيف عبر الحدود ؟ ربما الأيام القادمة كفيلة بإيجاد أجوبة للأسئلة. مرورا بالسنغال و غامبيا وغينيا بيساو وانتهاء بغينيا كوناكري التي كان القدر يضع فيها نهاية حرية ولد الشيخ فيما اعتقد هو بأن اقترابه من لقاء رفاقه في التنظيمات الجهادية بالشمال المالي أو الجزائر كما أورد الأمن الغيني ليس سوى مسألة وقت بعد أزيد من اربع سنين من الفراق والتواجد خلف القضبان التي لم يكن يعتقد أن الأيام ستجبره على الجلوس وراءها بعد ما وهب نفسه للموت بداية2011 فيما عرف آنذاك بعملية سيارة الرياض المفخخة التي كان من المزمع تفجيرها في عمق نواكشوط قبل أن تحبط العملية و يتم القبض عليه بعد مواجهات ومناوشات مع الأمن الموريتاني وهو يعبر حدود ولايات غورغول والبراكنة والترارزة، وبعدها بأيام يتم القبض على القيادي بالقاعدة محمد الأمين ولد امباله في عمق التراب المالي.

 

هاهو نفس السيناريو يتكرر بإلقاء القبض على ولد الشيخ في حدود دولة أجنبية كما حصل مع ولد امباله سنة 2011.. أما من اعتقل ولد الشيخ أهو الأمن الغيني أم الموريتاني فمسألة اعتقاله لا زالت مثار جدل في الأوساط الإعلامية في الدولتين بعدما تبنى الأمن الموريتاني اعتقاله ليظهر بعد ذلك بساعات الرئيس الغيني آلفا كوندي ويصرح لإذاعة فرنسا الدولية بأن قوات الدرك الغينية هي من اعتقلته بعد ورود أنباء استخباراتية باستعداده ورفيقه لدخول غينيا كوناكري وهو ما يعني بأن الدول الإفريقية لا زالت بحاجة إلى زيادة التنسيق الأمني والتعامل مع الظروف المفاجئة فإعلان دولتين في نفس الوقت مسؤليتيهما عن إعتقال مطلوب دون تنازل إحداهما للأخرى لتتبنى العملية أمر غير لائق في القرن الواحد والعشرين!

 

ولد الشيخ أخطر سجين في السجون الموريتانية حسب الأمن الموريتاني ترك خلفه بعد هروبه الكثير من التساؤلات التي لازالت بحاجة إلى أجوبة بعد إلقاء القبض عليه وإيداع سبعة حرسيين السجن كانوا مداومين ليلة هروبه، ومن المفارقات أن سبعة مسؤولين بسجن التيبلانو بالمكسيك قد تم توقيفهم قبل شهور بعد هروب زعيم المافيا المكسيكية خواكين غوسمان المعروف "بالشابو" من زنزانته عبر نفق يزيد طوله عن الميل ليطرح لغز الرقم سبعة نفسه للتحليل من طرف خبراء الجريمة بعد تكراره في آخر أيام 2015 رغم تباعد المسافات بين موريتانيا والمكسيك واختلاف نوعية الجريمة التي أدين بها ولد الشيخ وغوزمان.

 

19  يوما كانت كافية لاعتقال ولد الشيخ أثارت خلالها عملية هروبه الكثير من التساؤلات التي لازالت تبحث عن أجوبة و وأدت حلمه بالعودة إلى أحضان الجماعات الجهادية بعد تخلصه من قيود سجانيه وانبلاج فجر حرية لم تكتمل فرحتها بعد مشهد ختام ظهر فيه الأمن الموريتاني بطلا لمطاردة التسعة عشر يوما تاركا خلفه الكثير من الفرضيات والألغاز ظلت الأجهزة الأمنية عاجزة عن حلها.. كيف هرب ولد الشيخ تسعة عشر يوما وهي نفس المدة التي تطلبها اعتقال زميليه سيدي ولد سيدينا ومحمد ولد شبرنو؛ عملية هروب أثارت الكثير من التساؤلات عن من ساعده على الفرار من السجن وكيف فر وطرحت الكثير من الاحتمالات تبين فيما بعد بأنها قد لاتكون صائبة.

 

المحكوم عليه بالإعدام سنة 2011، وفي ليلة احتفال العالم بدخول عام جديد وتوديع آخر، ودع السجين السلفي السالك ولد الشيخ عام 2015 بطريقته الخاصة باحتفاله بحريته التي لم يذق لها طعما لأن الظروف أجبرته ليجد نفسه بين أيدي الأمن الموريتاني من جديد.

المرتجي ولد الوافي

 

اقرأ أيضا